أنت .. محور الكون



قبل أن نبدأ:


1- بالتأكيد موضوع النقد العلنى موضوع كبير ولا يكفى المقال السابق لتناوله، وإن شاء الله نعمل على تناوله بمزيد من التفاصيل فى مقالات لاحقة، ولكن إلى ذلك الحين أعتقد أن التدوينات التالية والتى سبق ونشرتها على المدونة ربما تفيد



2- نموذج فريد من النقد العنى والتعامل معه تجدونه فى رد الدكتور القرضاوى على نقد تلميذه وسكرتيره ا. عصام تليمة
تجدونه على الرابط التالى والذى اختار له موقع الشيخ القرضاوى عنوانا أغرب

3- وقبل أن أترككم مع "أنت محور الكون" انوه على أن هذا الموضوع أقرب لسلسلة سنتناولها على تدوينات منفصلة لاحقا إن شاء الله إن كان فى العمر بقية
أنت محور الكون


ربما تكون العبارة مبهمة وذات مدلول غريب، وفور سماعها يتبادر السؤال: ترى ما المقصود بهذه العبارة؟
ولكن قبل أن أجيبك على هذا السؤال تعال نفكر فى المواقف التالية.

هل تذكر يوم أن اشتريت لبسا جديدا ونزلت به أول مرة للشارع؟ أو أول مرة ترتدى فيها بدلة كاملة؟؟ أو أول مرة ترتدين فيها الحجاب وتخرجين للشارع؟؟هل تذكر تجربة كهذه؟ كيف كان شعورك وأنت تنزل للشارع بهذا اللبس الجديد؟؟ هل كنت تشعر أن الناس كلها تنظر إليك وتتابعك حتى لو لم يكن هذا هو الواقع والحقيقة؟؟

هل تذكر يوم كنت حزينا وتسير فى الشارع، ربما لوفاة قريب أو صديق، ربما لإخفاق ما فى دراستك أو عملك؟ ربما لتوتر علاقتك مع أصدقائك أو والديك؟هل تذكر وأنت تسير مغتما حزينا ، هل كان كل ما حولك حزينا أم أن الناس كانوا يسيرون حياتهم بشكل عادى وهناك من يمرح ويفرح وهناك من يحتفل ويسعد. ولكن هل كنت أنت بحالتك تلك تشاركهم تلك الأفراح والسعادة!!

وهل تذكر لما كنت سعيدا بنجاحك فى عملك أو تفوقك الدراسى، وفى يوم خطبة أو زواج قريب لك او صديق عزيز عليك؟ هل كان الكون كله سعيدا فى هذه اللحظات؟؟ أم انه أيضا فى نقطة ما فى مكان ما هناك من توفى له قريب أو عزيز، وفى نفس لحظة نجاحك هناك من أخفق ولم يحالفه التوفيق؟ترى هل كنت تشعر بهؤلاء وببؤسهم وحزنهم أم أن أجواء الفرحة المحيطة و بك كانت هى المسيطرة عليك؟؟

هل أنت أهلاوى أم زملكاوى؟؟ هل تذكر آخر مباراة شاهدتها للفريقين؟؟ هل انتصر فريقك أم انهزم؟؟ كيف كان شعورك بعد المباراة هل كان يملأك فرح وانشراح فى الصدر للنتيجة فى حال فوز فريقك؟؟ أم كان يعتريك ضيق وغضب لأن فريقك انهزم؟؟هل تعلم أن مثل هذه النتيجة وأكبر منها قد حدث قبل ذلك فى الأربعينات والخمسينات حينما لم تكن أنت قد ولدت بعد؟؟ ترى هل ابتهجت أو غضبت لتلك النتيجة التى حدثت قبل مولدك أو فكرت فيها؟؟

هل عايشت تجربة زلزال 92 هل أسرعت مع المهرولين للخروج من المنازل واللجوء للأماكن المفتوحة والحدائق العامة؟؟ هل شاهدت المآسى على التلفاز وعايشتها فى الشوارع؟ هل تأثرت بها وتحركت لها؟؟ هل تعرف أنه لم يكن أول زلزال يمر بمصر بل مر بمصر العديد من الزلزال القوية فى تاريخها من قبل؟؟ هل تألمت لتلك الزلازل السابقة وتأثرت بها كما تأثرت بزلزال92؟؟ هل تأثرت بتلك الزلازل التى حدثت فى اليابان وايران كما تأثرت لزلزال مصر؟

ما سبق هو مجموعة من الأمثلة المختلفة لتوضح لك أنك فعلا محور الكون، أنت تعيش فى مدار وفلك يبدأ منذ يوم مولدك وينتهى بلحظة وفاتك، تتأثر وتؤثر فى خلال هذه المدة، وإن كان هذا لا يمنع أن هذا المدار الذى تعيش فيه سيتأثر بشكل غير مباشر بما سبقه، وربما سيؤثر بشكل مباشر أوغير مباشر أيضا بما سيلحقه على خط الزمن.

ولكنك فى خلال خط الزمن الذى تحياه هذا، ترى الدنيا بمنظورك وتشعر بها من زاويتك وتمارسها من خلال أحاسيسك، وتقراها من واقع الاحداث التى تؤثر فيك وتتفاعل معك فى فلكك ومحيطك وكونك.

شعورك وأنت تنزل للشارع بلبس جديد أو غريب واحساسك أن كل من فى الشارع ينظر إليك حتى وإن كان هذا احساسا خاطئا، هو بالضبط شعور من هو محور الكون.

نعم انت محور الكون، فأنت .. أنت بشخصك من اختاره الله ليكون خليفته فى الأرض،

وأنت .. أنت بشخصك واجبك ان تعرف نفسك وتحقق ذاتك وتعالج سلبياتك وتنمى مهاراتك

وأنت .. أنت بشخصك مطالب بتعمير هذه الأرض واصلاحها وتقويم اعوجاجها

وأنت .. أنت بشخصك من سخر الله له هذا الكون بنجومه وشموسه وأقماره وبحاره ومحيطاته

وأنت .. أنت بشخصك من فضلك الله على كل خلقه ووهبك نعمة العقل والتمييز.

وأنت .. أنت بشخصك من سيقف وحده يوما ليحاسب بين يدى ربه عما فعل وقدم فى حياته.

وأنت .. انت بشخصك من غاية أمله وأسمى مناه أن يدخل الجنة وينجو بنفسه من عذاب النار "يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شان يغنيه"




لعلك أدركت الآن أنك أنت أنت محور الكون.




5 التعليقات:

  1. فوضى منظمة يقول...
    أزال المؤلف هذا التعليق.
  2. عمرو طموح يقول...

    يا صديقي

    كان فيما كرره دائما أستاذنا المسيري رحمه الله، وأستاذنا علي جمعة بارك الله فيه: أن الإنسان سيدا في الكون بالتفاعل، لا سيدا عليه بالتعالي.

    فأصل محوريتك للكون -إن جازت التسمية - تفاعلك معه لا انفصالك عنه.

    وسمو رسالتك الخالدة التي تحملها دوما هي من تجاوزها لشخصك الوحيد لتشمل البشر أجمعين لتسير بها حاملا إرث من أرسله الله رحمة للعالمين.

    أري الفكرة وضاءة بالفعل، و إن كنت أختلف مع الصياغة بعض الشيء... ولكن روحها كانت جميلة.

    بوركت :)

  3. غير معرف يقول...

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كل رمضان والجميع بخير
    مقال رائع بكل معنى الكلمة
    و ليتنا عندما نعرف اننا محور الكون نعرف ان هناك من يشاركنا في هذا المحور من عباد الله منهم من نحب ومنهم من نكره واننا يجب ان نتشارك في هذا المحور لا ان نقف فقط عند ما يخصنا منه , يجب علينا مراعاة مشاعرهم وقدراتهم ومساحتهم من هذا المحور حتى وان كان محورنا الصغير الخاص بنا.
    سلمى

  4. Unknown يقول...

    اروع مقال شفته بحياتي فعلاً💞💞

  5. Unknown يقول...

    المقال دخل قلبي💓💓


Blogger Template by Blogcrowds


Copyright 2006| Blogger Templates by GeckoandFly modified and converted to Blogger Beta by Blogcrowds.
No part of the content or the blog may be reproduced without prior written permission.