الجناحان حتى لا يسقط الطائر


قبل أن نبدأ:



1- أعتذر بشدة عن هذا التأخر فى التفاعل مع التعليقات وايضا اضافة الموضوعات الجديدة، وذلك بالاساس بسبب انقطاع ال "دى اس ال" من المنزل كما اخبرتكم فى التدوينة السابقة، ولا زال مقطوعا.


2- بالتاكيد هناك تعليقات هامة فى الموضوع الماضى وأتمنى أن تتاح فرصة لنستدرك الحديث عن الموضوع ونعقب على التعليقات


3- وأخيرا إليكم هذا المقال وقد
نشر من فترة قريبة على موقع إخوان أون لاين، وأعتذر إن كان نشره تكرارا، ولكن حتى لا يطول وقت الانتظار دون جديد على المدونة، أتمنى أن يصل ما وراء الكلمات وان تصل الفكرة التى ربما عجزت عن أن أعطيها حقها فى الصياغة.


الجناحان ... حتى لا يسقط الطائر


حتى يحلِّق سرب الطيور عاليًا ويطير بعيدًا قاطعًا المسافات، يحتاج كل طائرٍ في هذا السرب أن يضرب الهواء بكلتا جناحيه، أما إذا استخدم الطائر جناحًا واحدًا من جناحيه واعتمد عليه فسيسقط ولن يكمل الطيران والتحليق. وبرغم أن النظرة الأولى توحي أن كل جناح من جناحَي الطائر في اتجاهٍ مختلف، إلا أنهما في الحقيقة متكاملان ومتشابكان، وليسا ضدين أو منفصلين.

وغير بعيد عن تلك الصورة سرب الحركة الإسلامية التي تحتاج لكي تحقِّق انتشارًا وعلوًّا وإنجازًا أن يضرب كل فرد من أفراد سربها بكلتا جناحَيه، وألا يعتمد الفرد على جناحٍ واحدٍ دون الآخر واضعًا ثقته فيه وجهده وراءه، غير عابئ أو مقلِّل من دَور الجناح الآخر وأهميته في حفظ التوازن ومساعدة الحركة والدفع للأمام.

كل طائرٍ في سرب الحركة الإسلامية لا بد أن يزاوج في الاستخدام بين جناح التجديد وجناح الأصالة؛ فيجب على طائر الحركة الإسلامية أن يرى في جناح الشباب وقوته وحماسته جناحًا يضرب جنبًا إلى جنب بجوار جناح السن والحكمة والخبرة.

ويرى في جناح الاعتماد على وسائل العصر المتطورة والتكنولوجيا المتقدِّمة جناحًا يضرب جنبًا إلى جنب بجوار الوسائل التي قامت عليها الدعوة في بدايتها وحقَّقت استمراريتها وحفظت بقاءها.

ويعتمد على جناح استخدام لسان المجتمع الحديث من مصطلحات سياسية ومفردات أيديولوجية وأفكار تنظيرية وعلوم تخصصية، كما يعتمد على لسان المحاضن التربوية والمفردات الدعوية والكلمات الإيمانية.

يعتمد على جناح الوسائل والأهداف والتخطيط وإجراء الحسابات ورسم الاحتمالات وتخيل السيناريوهات، كما يرفرف بجناح التوكل على الله وحسن الصلة به والاعتماد عليه والركون إليه.

جناح يتكلم فيه عن الندوات والأحزاب والمدونات والانتخابات والحريات والقوى الوطنية، وجناح آخر يحلِّق بكلمات قيام الليل والورد القرآني والذكر اليومي والدعاء والتقوى.

يعتمد على جناحٍ يشعر فيه بأن هذه الدعوة ملك له وهو ينتمي لها، ولكن على الجناح الآخر لا يفرض وصايةً عليها أو يشعر بأنه الحارس الأمين عليها حتى من بعض أفكار أبنائها.

يعتمد على جناح بذل كل الجهد لإقناع الآخرين من أبناء حركته الإسلامية بأفكاره وآرائه واقتراحاته التي يظن فيها النفع لهذه الحركة، ولكن على الجناح الآخر لا يفرض تلك الأفكار فرضًا ولا يسخط ولا يغضب إذا تم الاتفاق على آراء أخرى تخالف فكرته أو اقتراحه.

يقوم على جناحٍ ينفتح به على المجتمع ويتفاعل ويتشارك ويختلط معه ويمتزج مع أحلامه وآماله وآلامه، وعلى الجناح الآخر لا يضيع حدوده وضوابطه ولا يغيِّر أخلاقياته وآدابه، ولا يُميِّع خطابه ولا يُذيب فكرته ويحذر على نفسه من سلبيات المجتمع التي قد تصيبه إثر هذه المخالطة.

جناح يعتمد فيه على العمل العام بكل تفصيلاته الإعلامية والسياسية والحقوقية والمدنية لإرشاد المجتمع والنهوض به، وعلى الجناح الآخر يؤمن بدور وأثر التربية العميق والبعيد في النفوس فيحرص عليها لنفسه ومجتمعه.

جناح يُعلي فيه من مساحة العقل والتفكير والبحث، وجناح آخر يعيد لهذا العقل صوابه فلا يشط ولا يتجاوز ضوابط الشرع ولا يجتهد فيما ليس أهلاً للاجتهاد فيه.

جناح يستخدم فيه خطابًا مناسبًا لكل حادثٍ، ولغةً تناسب كل مقامٍ، ومفرداتٍ تتناغم مع المحفل الذي تطلق فيه، وعلى الجناح الآخر لا يكون ذا وجهين، ولا يبرِّر بالغاية الوسيلة، ولا يحقِّق المنفعة حتى لو انتفت الوسيلة مع قيم وضوابط مشروعه وفكرته.

على مثل هذا يحلق طائر الحركة الإسلامية الوسطية، ويعلو شأنه في جو الحب والأخوة التي قامت عليها دعوته واستمدت شذاها من روح الإسلام وقيمه.

وأخيرًا.. أوجه نداءً إلى جيل الشباب الذي أنتمي إليه، والذي يمثِّل جزءًا من حاضر الحركة الإسلامية، وعما قريب سيكون هو مستقبلها.. نقول لهم:

علينا أن نظل دومًا في مراجعةٍ على مسافات دورية حتى لا يضل السعي بعيدًا عن الأهداف أو تجرفنا الأحداث فنكسر المنطلقات.

ونداءً إلى شيوخ هذه الدعوة والذين أفنَوا أعمارهم في خدمتها ووقفوا في وجه عواصف المحن حتى تكمل مسيرتها وتنبت شجرتها.. نقول لهم:

الشباب هم عماد الحركة، وأمل التغيير والإصلاح، فتفهَّموا اختلاف جيلهم وفكرهم وثقافتهم، وفي حال ذهابهم بعيدًا بحماستهم قوِّموا جناح جموحهم بحكمة سنكم دون كسر أو خلع.

8 التعليقات:

  1. akroot4ever يقول...

    تابعوا ماساة مستشفي المطرية
    في فيديو جديد قربا جدا علي
    عكروت للابد
    :)

  2. محمد هيكل يقول...

    بارك الله فيك

    لقد تذكرت كلمات الإمام احمد بن حنبل عندما كان يقول كنا نحن اخل الحديث واهل الرأى فى حرب ضروس حتى جاء الشافعى فجمع بيننا

    بقالى فتره باقول امتى يظهر الشافعى ال يعرف يجمع بين حمامئنا وصقورنا ويعمل توجه ثالث يجمع الإثنين

    لعل الله اختارك لهذا الدور
    فاستمر فيه فأنت على ثغر

    بالنسبه للتوازن
    اكيد الجميع متفق انه لازم
    بس الصعوبه فى التنفيذ والتفاصيل

    ياريت تفرد ليها بعض تدويناتك

    وجزاك الله خيرا

  3. فليعد للدين مجده يقول...

    اخي الدكتور أحمد

    رائع جدا هذا المفهوم

    ولكن ليس علي كل جناح الاكتفاء بما عنده، بل يجب أن يتقارب مع أفكار الجناح الاخر ويتواصل معها حتي لا تتحزب الجماعة

    وأيضا هناك دوما حدا ادني في كل الامثلة وفي كلا الجناحين لا ينبغي النزول عنها:
    ومن أمثلة ذلك لا يعفي أحد ابدا من الخطاب التربوي ولا يعفي المربون من مبادئ الخطاب السياسي،

    والابداع والتجديد فريضة علي كل العاملين للإسلام وإن كان سيبرز في ذلك البعض فيتألقون.

  4. آفاق الحرية يقول...

    السلام عليكم
    جميلة اوي اخر جملة ومعبرة
    دون كسر او خلع
    فعلا لازم تكون معالجة الامور دون اي اضرار سواء كان الضرر كسر في العلاقة او حتي الخلع
    وان شاء الله ميكنش فيه خلع
    هههههههههههه
    تحياتي

  5. علم الهسس يقول...

    كلام جميل

    بس كل هذه الكلام سيجئ عند نقطة اراها مفترق طرق...وسيقف محلك سر
    هذه النقطة هى
    هل الحركات الإسلامية تسعى فعلا الى امتلاك مؤسسات الحكم لكى تنفذ فيها مشروعها الإسلامى؟؟

    أما أنها زاهدة فى ذلك وتنتظر احدا ما سيجى من الخارج لكى يحكمها؟؟

    فبرأى أن الحركات الإسلامية

    فى كل سعيها الأن
    لا تسعى الى أن تتبنى رؤية واضحة تقول فيها اننا نطلب الحكم لكى نحقق من الأهداف كذا وكذا

    وتهرب من هذا المأزق بصورة غريبة وكأنه عيب او سبه فى حقها او يتنافى مع اقتناعها وتنبنيها ايديولوجيا اسلامية

    وترى ذلك واضحا فى
    - عدم ترشيح احد منهم مثلا فى انتخابات الرياسة
    - التوجه الإصلاحى والإندماج داخل مؤسسات الدولة والنظام الذى يعيق الكثير من حركاتها
    - الثقافة السائدة داخل هذه الحركات والتى مفادها ترسخ الى انهم ليسو طلاب سلطةولا منصب ولا حتى يسعون الى ذلك ونسوا أن الله جعل الإنسان خليفته فى الأرض وطلب منه اقامة العدل فيها والسعى لتحقيق العبودية له
    ونسوا قول سيدنا يوسف اجعلنى على خزائن الأرض..

    اخير اجمل
    مشاريع الحركات الإسلامية التى تتبناها
    تحتاج الى تحقيقها فى معظمها
    الى امتلاك مؤسسات دولة
    لكى نراها على ارض الواقع
    اذا بالتبعية
    لابد أن يكون الهدف نحو كيفية امتلاك تلك المؤسسات
    وليس الهرب منها

    وتقبلى مرورى

  6. غير معرف يقول...

    السلام عليكم د/جعلي

    بعد ما قرأت النداء إلى الشباب تمنيت لو أستطيع أن أسمعه لكل شاب لعظم ما يحمل
    ولكن لا أكذبك القول :أنا متفق مع رأي علم الهسس إلى درجة كبيرة
    وبارك الله فيك يا أخي

  7. Sally يقول...

    مقال رائع
    لعله دعوة للوسطية

  8. وائل_صح ولا غلط_ يقول...

    جزاك الله خيرا يا جعلي

    المشكله يا جعلي في تطبيق الكلام ده

    يعني انت هتلاقي ان كل الناس بتقولك ان ده كلام جميل وده هو عين العقل ولازم كلنا نعمل الكلام ده (الكبير والصغير الشيوخ والشباب)

    بس ساعه النزول لارض الواقع بنعمل زي الراجل اللي واقف ومرسوم قدامه رقم 7 وقدامه الناحيه التانيه راجل تاني واقف قدام نفس الرقم وشايفه 8 وده بيحلف ان الرقم ده 7 والتاني في الناحيه التانيه بيحلف انه 8 وهما الاتنين صح
    بس كل واحد واقف في مكانه ومش راضي يحط نفسه مكان التاني ويعرف وجهةة نظره

    الله المستعان


Blogger Template by Blogcrowds


Copyright 2006| Blogger Templates by GeckoandFly modified and converted to Blogger Beta by Blogcrowds.
No part of the content or the blog may be reproduced without prior written permission.