قبل أن نبدأ:
1- كل عام وأنتم بخير حال ونسأل الله أن يبارك لكم فى رمضان ويتقبل منكم فيه الصيام والقيام
2- وبرغم أننا لا زلنا فى أول أيام رمضان إلا انه من المفيد لنا أن نشعر من الآن بشعور وداعه وشعور انطفاء مصباحه حتى نغتنم كل لحظة فيه ونعوض فى رمضان هذا العام ما فاتنا منه فى العام الماضى.
3- ولمن لم يجد نفسه ويشعر برمضان بعد قربما يقرا سطورا كتبت سابقا بعنوان خسارة لا أشعر برمضان لعلها تكون نقطة فاصلة فى احساسه برمضان ويمن الله عليه بالاستمتاع بما تبقى منه
4- أثار الموضوع الماضى "أنت محور الكون" الكثير من النقاشات والمداولات والتعليقات حتى بلغت التعليقات عليه عدد ضخم مهول يصعب حصره وهو 3 تعليقات (:
1- كل عام وأنتم بخير حال ونسأل الله أن يبارك لكم فى رمضان ويتقبل منكم فيه الصيام والقيام
2- وبرغم أننا لا زلنا فى أول أيام رمضان إلا انه من المفيد لنا أن نشعر من الآن بشعور وداعه وشعور انطفاء مصباحه حتى نغتنم كل لحظة فيه ونعوض فى رمضان هذا العام ما فاتنا منه فى العام الماضى.
3- ولمن لم يجد نفسه ويشعر برمضان بعد قربما يقرا سطورا كتبت سابقا بعنوان خسارة لا أشعر برمضان لعلها تكون نقطة فاصلة فى احساسه برمضان ويمن الله عليه بالاستمتاع بما تبقى منه
4- أثار الموضوع الماضى "أنت محور الكون" الكثير من النقاشات والمداولات والتعليقات حتى بلغت التعليقات عليه عدد ضخم مهول يصعب حصره وهو 3 تعليقات (:
أحدها كان لشاهنشى والذى بعد ان علق تعليقا مهما قام بحذفه والآخر كان لأخى الكريم عمرو طموح وكفى بالموضوع الماضى شرفا أن يختصه الطموح بالتعليق عليه دون سابقيه من الموضوعات واخيرا تعليق الأخت الكريمة سلمى.
وحتى نعود مرة اخرى مستقبلا لتكملة هذه السلسلة "أنت محور الكون" أؤكد فقط على أن الهدف من المقال الماضى هو التركيز على المسئولية وان كل واحد فينا يحيى على هذه الأرض لا بد وأن ييعيش بشعور المسئولية عنها وأنه محور الكون، وللعلم فهناك فى أحد حلقات هذه السلسلة موضوع بعنوان "عفوا أنت لست محور الكون" حتى لا يكون المحرك هو الانانية والشعور بالعيش وحيدا على وجه هذه البسيطة.
على أى حال الموضوع طويل ولنا عودة له إن شاء الله بعد انتهاء رمضان.
ولكن ما يهمنا الآن هو ان نبحث سويا عن الحاضر الغائب فى رمضان فهيابنا نبدأ:
على أى حال الموضوع طويل ولنا عودة له إن شاء الله بعد انتهاء رمضان.
ولكن ما يهمنا الآن هو ان نبحث سويا عن الحاضر الغائب فى رمضان فهيابنا نبدأ:
رمضان والبحث عن الحاضر الغائب
يسير بسيارته فى طريق طويل مرهق موحش ومن بعيد لاحت له محطة واستراحة، زاد من سرعته آملا أن يصل إليها، وما هى إلا فترة بسيطة طوت فيها السيارة الطريق طيا حتى وصل لتلك الاستراحة، كاد يطير من الفرح أن وصل إليها بعد طول السفر ومشقته، بكل البهجة والفرح والسرور ذهب ليتناول الطعام والشراب ليروى ظمأه ويسد جوعه وماهى إلا دقائق حتى شبع وارتوى فركن إلى مكان ظليل بالاستراحة ونام، ليستيقظ بعد فترة فيجد أن الاستراحة قد أغلقت أبوابها وانتهت خدماتها لانتهاء ساعات العمل بها، ومن جديد عليه أن يجد السير فى هذا الطريق الطويل، ولكن المشكلة أنه لم يتزود من الاستراحة بالطعام والشراب والوقود ليكمل الرحلة...
هذا هو حال الكثيرين منا مع رمضان، ينتظر رمضان بفارغ الصبر ويعد الأيام والليالى ليصل إليه ويلهج لسانه بالدعاء والرجاء من الله أن يبلغه رمضان، وما إن يبلغ رمضان حتى يكاد يطير من الفرح وينكب على الطاعات فصوم وقيام ودعاء وقرآن، وما إن تمر عدة أيام أو أسبوع حتى يكون قد تشبع من الطاعات والعبادات فيركن للراحة والهدوء والدعة ويفتر بعد عزيمة ويهدأ بعد حماس، ثم يكتشف بعد ذلك أن الأيام المعدودات قد انقضت وأن السوق قد انفض وأن عليه أن يكمل رحلة السفر طويل عبر الأيام والشهور ليصل بعد أحد عشر شهر أخرى إن قدرت له الحياة حتى يصل لاستراحة ومحطة رمضانية جديدة.
هذا هو حال من يتعامل مع رمضان على أنه الغاية والهدف رغم أنه ليس كذلك بل هو محطة تزود وشحن ليستعين بها ويتزود منها ليكمل طريق السفر إلى الله عز وجل والقرب منه.
كثير منا يفعل ذلك ويغيب عنه الهدف الرئيس من الصيام رغم أنه أقرب قريب منه ورغم أنه حاضر إلا أنه عن الأذهان غائب.
ولكن حتى لا تتكرر الأحداث ويلحق رمضان هذا العام بسابقيه دون إضافة حقيقية علينا أن نهتم بذلك الحاضر الغائب، ولن تبذل كثير فى البحث عنه، كل ما عليك هو أن تتفاعل مع السطور التالية وتنفذها حرفا بحرف.
ارفع يدك اليمنى ثم ضعها فى منتصف صدرك، والآن حركها لليسار قليلا .. نعم هذا يكفى
اصغ بسمعك ... اكتم أنفاسك ... اشحذ تفكيرك .. اجمع تركيزك ...
أتشعر بهذه الطرقات المتتالية؟؟
إنه يقبع هنا ويطرق معلنا عن وجوده طرقة فى كل ثانية لا يتوقف فى ساعة من ليل أو نهار . إنه قلبك النابض الحاضر فى أجسادنا الغائب عن اهتمامنا. يصرخ بك ويطرق عليك وينبض إليك علك تنتبه له وتهتم به.
إنه هذه العضلة الرقيقة التى تحمل على أكتافها مهمة الحفاظ على حياتك وتدور دون كلل وتعمل دون ملل وحين تتوقف عن العمل سيكون قد حان الأجل.
نعم إن القلب هو الجسر الذى نصل به إلى الله، إنه هو الهدف الأسمى من الصيام والذى تتحقق فيه التقوى كما قال عز وجل عن حكمة الصيام "لعلكم تتقون" فالعبادات ليست مقصودة فى حد ذاتها بل غاية العبادة هو شيئ يقر فى القلب من جراءها وإلا فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنصب.
القلب هو الحاضر الغائب الذى عليك أن تهتم به وأنت فى محطة الاستراحة الرمضانية وتعمل طوال فترة البقاء بها على أن تقوم بشحنه وتزويده بمخزون من التقوى والحب والقرب من الله حتى يعينك على إكمال المسير.
ها أنت قد عرفت الغاية والهدف فى طريقك وقد شعرت بنبضاته وصرخاته فتعالى سويا نعمل على ايقاظه وشحنه:
1- ضع يدك على قلبك الصغير واشعر به وربت عليه وطمئنه أنك شعرت به ولن تنساه وتتجاهله بعد الآن، اتفق معه على أن تكونا صديقين يعملان سويا وتكونا رفيقا درب حتى تصلا معا للنجاة ورضا الله وجنته.
2- اسمعه وهو يبكى بين يدك ويشكو من كمٍ كبير من الران والقسوة يحيط به و يئن تحت شدة المعاصى حتى تحول كالحجارة بل أشد قسوة، ويتمنى عليك لو تساعده حتى يفتت تلك الصخور ويزيل ذلك الران.
3- تذكر ذنوبك وأخطاءك فى حق بارئك ومولاك، تذكر نعمه وفضله وستره ثم انظر لتلك الكرتين البللورتين الشفافتين نافذتى الروح واترك لهما الفرصة ليجودا بقطرات اللؤلؤ واسمح لتلك الدمعات أن تنهال على وجنتيك واشعر معهما بالراحة والسكينة والقرب وهما يعبران عن قلب تخلص من الران والقسوة والأحجار.
4- صمم على أن تكون مسيرة رمضانك هذا العام هى مسيرة قلب، وتلمسه وخاطبه مع كل عبادة وطاعة مع كل ذكر ودعاء، مع كل صدقة وعمل من اعمال البر، مع قبلة تطبعها على يد والديك مع ابتسامة تتبسمها فى وجه الناس.
5- اسمع القرآن هذا العام لا من خلال أذنيك بل من خلال شغاف القلب، اترك له الفرصة ليتقافز ويفرح بآيات الرحمة والثواب، واشعر به وهو يرجف من آيات غضب الله ووعيده للعصاة والعقاب. اتركه يسافر عبر الأزمان مع آيات القرآن فيتعاطف مع السيدة مريم وهى تلقى ما لاقت من ابتلاء،ويتألم لمرض سيدنا أيوب، ويشفق على سيدنا يوسف وهو يلقى فى الجب ويعاقب بالسجن، ويحن ويشتاق وهو يقرأ عن رسول الله وصحبه الكرام.
6- احرص على أن تحاسب نفسك وتقيم تجارتك اليومية فى سوق رمضان من الذكر والصلاة وقراءة القرآن، ولكن كن أكثر حرصا على أن تشعر بمردود ذلك على قلبك الصغير، وتسائل ترى هل ارتقى اليوم درجة؟؟ هل اقترب من الله خطوة؟؟ فحقيقة السباق هو سباق القلوب.
قلبك الآن غض نضر كالنبتة الخضراء الصغيرة طرية العود، احرص عليه من شلالات الذنوب ورياح الغفلة وأعاصير الشهوات والشبهات فهو لا يقوى على الوقوف أمامها، وقد ينكسر فى مواجهتها، ورمضان فرصة عظيمة ليقوى عوده ويشتد عموده فلا تفوتك هذه الفرصة،فشهر الصيام لا زال فى أول أيامه وأنت الآن تقف على حقيقته ومبتغاه وعرفت الهدف ورسمت الغاية.
فعش رمضان هذا العام كما لم تعشه من قبل
فرمضان هذا العام هو ميلاد قلب.
7 التعليقات:
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
رمضان فقط.. البداية
كل عام وأنت بخير
:)
رمضان كريم ومحطة هامة في قطار رمضان أن نمر بهذه الومضة
بوركت أخي أحمد وأحيا الله قلوبنا بالإيمان
اولا..جزاكم الله خيرا كثيرا على تلك الكلمات
ثانيا..كنت بكتب تدوينة فيها خواطر لى عن رمضان اولها بعنوان شهر القلب والسعة عن نفس النقطة التى تحدثت فيها حضرتك بالظبط..وظللت فترة اكتب ثم امسح واعيد الكتابة لعلنى استطيع توصيل المعنى ببساطة..وفى نهاية المطاف اقفلت صفحة الكتابة معلنة عن عدم قدرتى على كتابة المعنى كما اريد
وقدر الله ان اتى هنا الان لاجد المعنى كما اردت كتابته فساشير اليه فى مدونتى ان شاء الله..وجزاكم الله خيرا مرة ثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
معذرة على الخروج عن الموضوع
ولكن
نكسة مصرية جديدة
في العاشر من رمضان 1429هـ
10/9/2008
على مدونة البحر
www.ana-elbahr.blogspot.com
نشرف بزيارتكم
تحياتي
بارك الله فيك اخي د احمد
وه قد مضى نصف رمضان ومر مرورا سريعا كعادته
نسال الله عز وجل ان يبلغنا اجره وان يجعلنا ممن عتق رقابهم في هذا الشهر الكريم
ولا تنساني من دعائك واخوانى اجمعين
تقبل الله منا ومنكم اجمعين
الآن
مدونة فنون التغيير
http://changearts.blogspot.com/
يرجى المتابعة واثرائنا بالأفكار والموضعات المفيدة
وتقبل تحياتى
هو حضرتك بطلت تكتب ولا ايه؟
احنا فعلا بنستفيد من كتابات حضرتك
لعل المانع خيرا