ومضات

1- اقرأوا ذكريات دكتور ابراهيم الزعفرانى لنعلم كم هى جميلة جماعتنا كيف كان قادتها كيف تدار امورها؟، أين موقع الشورى وحرية الرأى فيها؟. اقرأوا لتعلموا أنه عندنا رجال رجال كالدكتور ابراهيم الزعفرانى وعندنا نساء كالرجال كأمثال دكتورة جيهان الحلفاوى. ،واقرأوا عن كواليس اختيار دكتورة جيهان لانتخابات مجلس الشعب وما عقبه من عقبات ومطبات.
اقرأوا لا قراءة من يبكى على الأطلال ويمصمص الشفاه ويترنم بماضى جميل وتاريخ تليد، ولكن سنقراها قراءة شباب ناضج واعى سيكمل المسير ويتابع ما شيده هؤلاء ويحسن البناء ويقويه ويدعمه ويرسخ أركانه.
قراءة شباب علم وفهم وبدأ الحركة بجد وقوة ليعلى راية دينه ويعز أوطانه.

2- من جديد عادت اخبار فلسطين تتصدر نشرات الأخبار ويبدو هذه المرة أن حماس قد فاض بها الكيل أمام دماء علماء فلسطين التى تراق بدم بارد يوميا وامام شهداء المقاومة الذي لا تحلم إسرائيل بان تطالهم فإذا بيد الخونة والعملاء والدحلانين تقتلهم واحدا بعد واحد وقائدا بعد قائد. لذا كان لا بد من وقفة نسأل الله أن تكون هى الخيار الصحيح وأن تنتهى سريعا وأن تعود الأمور لنصابها بأقل خسائر.

ولكن إن كان من تعليق يحضرنى ويجيب على تساؤلات كثيرة لدى حول ما يحدث فى فلسطين فهو قول الله عز وجل " ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض، والذين قتلوا فى سبيل الله فلن يضل أعمالهم، سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم، يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"

والآن نكمل ما بدأناه فى المرة الماضية من موضوع بين الفكرة والتطبيق

o هل هذه الفروق بالضرورة علامة مَـرَضية ؟

يظن البعض أن هذا الاختلاف بين الأفكار والتطبيق هو دوما علامة مرضية، ولكن على العكس فهذا الاختلاف أحيانا وبشكل عام وفى حالة الفكرة الاسلامية بشكل خاص يكون صحيا، وتعود ايجابياته على الفكرة الاسلامية فى التالى:

1- أن الخطأ فى حد ذاته دليل على العمل والحركة، فكما يقال من لا يعمل لا يخطئ، ولن يلمس الخطأ إلا إذا كان هناك حركة وعمل دائم ومستمر.

2- القدرة على حصر الأخطاء والتناقضات، نقطة ايجابية أخرى، فلو أن الثوب كله أسود ما تمكن ملاحظ أن يرى نقاطا سوداء عليه، أما أن يكون الثوب أبيض فيمكن بسهولة حصر النقاط السوداء عليه، وهذا هو حال الاحركة الإسلامية بكل ما تحمله من انجازات ومظاهر ايجابية يسهل بينها أن تحصر أخطاءها القليلة.

3- الخطأ ينشأ عنه نقد سواء كان هذا النقد داخليا أو من المجتمع المحيط، وفى كلا الحالتين يتولد عن هذا النقد مراجعة واعادة تقييم ووقوف على الاخطاء بما ينعكس على التجربة بزيادة نضج وخبرة بمرور الوقت، ويكسبها حصانة مستقبلية تحول دون الوقوع فى أخطاء مشابهة.

o معا ضد الأخطاء

ولكن الأهم هو دور الفرد تجاه تلك الأخطاء :

1- أن لا يتأثر حبه وانتمائه للفكرة مادام مؤمنا بها، وحاشا أن تكون اى تجربة انسانية كاملة لا خطأ فيها حتى وان كان أفرادها هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقائدها هو الرسول الذى يأتيه وحى السماء صلى الله عليه وسلم، ولعل فى غزوة أحد ما يكفى عن طول الكلام.

فمادامت النية والطوية صادقة فى التوجه إلى الله بالعمل دون انتظار مكاسب دنيوية، فلا بد أن لا يتزعزع أو يتناقص ايمان وعمل الفرد لنصرة فكرته.

2- أن يتلقى النقد من الخارج بكل موضوعية وشجاعة وصدق واعتراف، و "أن تكون شجاعا عظيم الاحتمال , وأفضل الشجاعة الصراحة في الحق وكتمان السر , والاعتراف بالخطأ والإنصاف من النفس وملكها عند الغضب(1)

3- أن يقوم بنقد داخلى لحركته وأن يقف على مشاكلها وعيوبها، نقدا موضوعيا لا مبالغا ولا مسرفا ولا متشائما ،و" أن تكون عادلا صحيح الحكم في جميع الأحوال , لا ينسيك الغضب الحسنات ولا تغضي عين الرضا عن السيئات , ولا تحملك الخصومة على نسيان الجميل , وتقول الحق ولو كان على نفسك أو على أقرب الناس إليك وإن كان مرّا ."(2)
ولكن عليه وهو يقوم بهذا النقد أن يراعى أمرين:
الأول : أن يكون نقدا بناء مثمرا وليس نقدا يوحى بانعدام الأمل وسواد الرؤية وانغلاق الأفق والمستقبل.
الثانى : أن يحسن اختيار من يخاطبه بهذا النقد ومتى وكيف.

4- أن يكون لديه الهمة والنفس الوثابة والذاتيه ليقوم هو بذاته بتصحيح الخطأ، والعمل فى المسار الذى من شأنه تصحيح الأخطاء وتقويمها، غير مكتفى بالنقد والتحسر على ما آلت إليه الحركة من نقص أو خطأ، فالحركة الإسلامية ليست ملكا لأحد، وانما هى ملك كل ابن من أبنائها، على أن يراعى فى تحركه وعمله الحكمة ومشاورة من له حكمة وخبرة لينتفع بخبراتهم ورؤاهم فى تحركه.

ومن هذه الطرق سريعا:
1- أن يحاول هو شخصيا أن يعالج هذا الخلل بجهده وعمله هو إن كانت سلطاته أو قدراته تسمح له بعلاج هذه المشكلة على أرض الواقع فعليا

2- أن يكتب ملفا ورقيا بالمشكلة واسبابها ورؤيته لعلاجها، وان يسجل آرائه بشكل مكتوب ولا يكتفى فقط بالنقاش والحوار مع المسئولين شفاهة. فوجود الحل على ورق يسمح بتداوله لأكثر من جهة فى نفس الوقت بكل التفاصيل دون ضياع اجزاء منها، ويكون الورق مرجعية يعتمد عليها حتى لا يتم نسيان بعض النقاط قيها لاحقا

3- أن يبدأ بنفسه ويصنع تجربته الخاصه وفق رؤيته والحل الذى يطرحه ثم يقدمه كنموذج ناجح يحتذى به.

4- أن يطرح المشكله وفكرته لحلها بين من يظنهم أصحاب خبرة وفكر ليسترشد بآرائهم ويكسب قناعاتهم ليتحركوا معه فى مشروعه وفكرته

ما سبق هو بعض من الخطوط العريضة بين مساحات الفكر والتطبيق، وأسباب حدوث اختلاف بينهمان وخطوات سريعة لمحاولة هدم هذه الهوة بين الفكرة والتطبيق..