سجال دائم ومتكرر ما بين مؤيد ومعارض لفكرة النقد العلنى من أبناء الحركات الإسلامية. مؤيد يرى فيه تعبيرا عن حرية الرأى وتجديدا للأفكار وانعكاسا لجو الحرية داخل الحركة الإسلامية، ومعارض يرى فيه اضعافا للصف الداخلى ونواة للانشقاق ويعتقد انه يتيج فرصة للمتربصين وينشر أمورا داخلية خاصة بالحركة والتنظيم لا ينبغى أن تظهر وتعلن.
وما يلى من سطور محاولة لبسط بعض جوانب الصورة من خلال النقاط التالية:
مفهوم النقد؟؟
موضوعات النقد
مشروعية النقد ونماذج من النقد فى القرآن
نماذج من العصر الحديث
كيف يتم التعامل مع النقد
كلمة أخيرة للناقد والحركة الإسلامية
مفهوم النقد العلنى وأشكاله
ليس "النقد" دخيلا على الحركة الإسلامية بل هو موجود فى أدبياتها من قديم باسم "النصيحة" فالنقد فى مفهومه الحديث المستخدم مرادف لخلق أصيل قديم وهو النصيحة.
وقد يتبادر للوهلة الأولى أن مصطلح "النقد" يشير ويقتصر على المعنى اللغوى لها بالرفض او الاعتراض على بعض أعمال الحركة الإسلامية أو أفكارها، ولكنه فى الواقع يتسع ليشمل أى أطروحات جديدة تقدم لأفكار الحركة وأعمالها. حتى يمكن أن نعتبر "النقد" مصطلح يشير الى:
1- الاعتراض على ممارسات خاصة بالحركات الإسلامية
2- أى تبنى وطرح لفكر جديد أو غريب على الخط العام للحركة الإسلامية
3- إثارة اى موضوعات حساسة فى الحركات الإسلامية سواء كانت تلك الموضوعات فكرية او تنظيمية أو اجرائية.
4- مناقشة قضايا داخلية فى الحركة الإسلامية علنا.
محاور النقد
تتنوع المحاور التى يتناولها النقد، وياتى على رأسها المحاور التالية:
1- الأفكار التى تقوم عليها الحركة الإسلامية وتستقى منها أهدافها ووسائلها وروح العمل فيها.
2- الرؤى الاستراتيجية والخطوات التكتيكية.
3- السياسات الضابطة للحركة.
3- البرامج والمناهج التى تبنى عليها الحركة الإسلامية حركتها التنظيمية وترتبيتها لأبنائها.
4- الاجتهادات التنظيرية على شاكلة برامج الاحزاب والبرامج الانتخابية والمبادرات .
5- اللوائح والقوانين التى تضبط العمل وتحدد معايير شغل المناصب.
6- التنظيم والاجراءات التى تنهجها وتسلكها الحركات الإسلامية
7- الأشخاص سواء كان النقد موجها لشخص المنتقَد أو صفته وممارساته من خلال هذه الصفة.
ومن هذه المحور تبدأ ظهور المشاكل، ففى الحين الذى يكون مقبولا – حتى إن تفاوتت نسبة هذا القبول- النقاش حول الأفكار، فإنه يغلب الترقب إن لم نقل الرفض للانتقاد فيما يتعلق بالتنظيم، سواء كان الامر يتناول لوائحا أو اجراءات أو خطوات تكتيكية. كما يتفاوت رد الفعل باختلاف الأشخاص.
1- الأفكار التى تقوم عليها الحركة الإسلامية وتستقى منها أهدافها ووسائلها وروح العمل فيها.
2- الرؤى الاستراتيجية والخطوات التكتيكية.
3- السياسات الضابطة للحركة.
3- البرامج والمناهج التى تبنى عليها الحركة الإسلامية حركتها التنظيمية وترتبيتها لأبنائها.
4- الاجتهادات التنظيرية على شاكلة برامج الاحزاب والبرامج الانتخابية والمبادرات .
5- اللوائح والقوانين التى تضبط العمل وتحدد معايير شغل المناصب.
6- التنظيم والاجراءات التى تنهجها وتسلكها الحركات الإسلامية
7- الأشخاص سواء كان النقد موجها لشخص المنتقَد أو صفته وممارساته من خلال هذه الصفة.
ومن هذه المحور تبدأ ظهور المشاكل، ففى الحين الذى يكون مقبولا – حتى إن تفاوتت نسبة هذا القبول- النقاش حول الأفكار، فإنه يغلب الترقب إن لم نقل الرفض للانتقاد فيما يتعلق بالتنظيم، سواء كان الامر يتناول لوائحا أو اجراءات أو خطوات تكتيكية. كما يتفاوت رد الفعل باختلاف الأشخاص.
مشروعية النقد ونماذج نقدية من القرآن
"النقد" بأشكاله السابقة وموضوعاته ليس فيه عيب فى حد ذاته بل وقد حث الإسلام عليه فى أكثر من موضع ويروى تاريخ صدر الإسلام الكثير منه، نذكر منه على سبيل المثال لا الحصر
· حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ).
· موقف الصحابى فى غزة بدر حين قال مخاطبا رسول الله وإمام الأمة "اهذا منزل أنزلكه الله أم هو الحرب والرأى والمكيدة.." ثم قال "إذا ليس هذا بالمنزل ..."
· عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعد أن بويع أميرا للمؤمنين يخاطب الناس قائلا: ".. إذا أصبتُ فأعينوني، وإذا أخـطـــأت فقوموني، فقال له رجل من بين الناس: "إذا أخطأت قومناك بسيوفنا
ولسنا هنا فى محل استعراض تلك الشواهد والأدلة التى يزخر بها التاريخ الإسلامى فى ماضيه التليد وأيضا فى حاضره القريب. فالنصح أو "النقد" فى حد ذاته هو أمر مندوب إن لم يصل لدرجة الواجب الشرعى فى بعض الأمور.
وفى السطور التالية نحاول استعراض بعض النماذج النقدية فى القرآن :
1- اتهامات باطلة تصب فى قلب العقيدة الإسلامية، لم يتجاهلها القرآن ولكن صدرت فى صفحاته علنا، فهذا اتهام باطل بأن الله عز وجل اتخذ صاحبة وولدا سبحانه وتعالى عما يقولون، واتهام آخر بأن الله عز وجل يداه مغلولتان " وقالت اليهود يد الله مغلولة، غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء"
2- اعتراض آخر ساقه إبليس مبررا به رفضه لطاعة امر عز وجل له بالسجود لآدم، ذكره القرآن فى آياته " قال انا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين"
3- وتكثر الانتقادات والاتهامات لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتارة يوصف بالمجنون أو الشاعر او الكاهن، فيسرد القرآن تلك الاتهامات ويفندها. يقول الله عز وجل " فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون . إنه لقول رسول كريم . وما هو بقول شاعر , قليلا ما تؤمنون . ولا بقول كاهن , قليلا ما تذكرون . تنزيل من رب العالمين .. "
4- ويعاتب الله عز وجل نبيه على موقفه من عبد الله أم مكتوم، ولم يات العتاب سريا بين الله عز وجل وبين حبيب الله وعبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، فتتوالى الآيات عتابا وانتقادا لموقفه " عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى، اما من استغنى فانت له تصدى وما عليك ألا يزكى، وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى، كلا إنها تذكرة.."
5- ويشاء الله عز وجل ان يحكم تشريعا بالغاء عادات جاهلية حول التبنى ، عادات تقضى بتحريم زواج الرجل من زوجة ابنه بالتبنى، فيحث الرسول –صلى الله عليه وسلم- زيد بن الحارثة -والذى كان قد تبناه رسول- ويشجعه على أن يبقى على زواجه من زينب بنت جحش حتى لا يطلقها ويتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتأتى آيات القرآن معاتبة رسول الله وموضحة " وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه..".
6- وتدور رحى المعارك وما بين انتصار هنا واخفاقة هناك تأتى الآيات الكريمات بيد حانية تلمس الجرح وتطببه، ولكنها فى ذات الوقت تكشف الداء وتعلنه، فيكون الخطاب للمؤمنين بعد غزوة أحد " اولما اصابتكم مصيبه قد أصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم " وتأتى الآيات بعد غزوة حنين معاتبة وموضحة " ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ... "
7- ولم تخل آيات القرآن من ذكر بعض الأمور فى داخل بيت النبى حين طلبت منه زوجاته أمهات المؤمنين رضى الله عنهن أن يزيد فى نفقتهن وأن يوسع عليهن ، فكان توجيه آيات القرآن للنبى الكريم:" يا أيها النبى قل لأزواجك إن كنت تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا .."
8- ويتكرر الأمر فى سورة التحريم حين يروى القرآن ما حدث بين النبى صلى الله عليه وبعض من زوجاته ابتداء من مطلع السورة "يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضات أزواجك والله غفور رحيم" وحتى قوله عز وجل " عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ... "
وغيرها كثير من آيات الذكر الحكيم ومن السيرة النبوية العاطرة ومن تاريخ صدر الإسلام، شواهد فيها الكثير من الأشياء التى يمكننا اعتبارها أو تسميتها نقدا علنيا .
والتى حين نحللها نجدها تناولت جميع موضوعات النقد ابتداء من الأفكار وفى القلب منها العقائد وهى اعلى درجات الفكر، مرورا بالاجراءات والتحركات والسلوكيات والتصرفات، وانتهاء بالامور الشخصية فى بعض الحالات ومنها بيت النبى الكريم صلى الله عليه وسلم.
وقد يقف البعض عند النقطة الأخيرة تحديدا ويعلل أن نشر امور بيت النبوة الخاصة بهذ الشكل، انما جاء لأن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هى شأن عام لنتعلم منها نستفيد ونستقى التشريعات. وليس بعيدا عن هذا الأمر الحركات الإسلامية التى أصبحت مختارة أو راغبة شأنا عاما ملئ السمع والأبصارن تُحسب عليها حركاتها وتُحلل ويبنى عليها تصورات فى كيفية تعامل الحركات الإسلامية مع المشكلات وآليات إدارتهم للشأن العام فى حال أتيحت لهم الظروف لذلك.
نماذج معاصرة:
وفى واقعنا القريب هناك نماذج ضربت مثالا يجب أن تدرس جيدا فى مجال النقد العلنى حتى وإن كنا نختلف مع أصحاب تلك النماذج كليا، نذكر منها :
1- اعتراف الرئيس "جمال عبد الناصر" بمسئوليته عن هزيمة ونكسة 67 أكسبه المزيد من التأييد الشعبى والتمسك به كرئيس ليدير الأزمة،الذى كان هو السبب الرئيس فيها
2- تقرير " فينو غراد" والذى اعلنته لجنة تقصى الحقائق فى الكيان الصهوينى والذى أدان وانتقد إدارة اولمرت وحكومته لحرب لبنان الأخيرة 2006، ولم تتحرج اللجنة فى إعلان نتائجها علانية برغم تأثيرها السلبى على المجتمع الصهيونى، وبرغم أيضا ان هذا التقرير كان بمثابة شهادة ونوط يوضع على صدر المقاومة الإسلامية، برغم ذلك لم تكتفى اللجنة فى اخراج النتائج بشكل سرى، بل تم عرضه بمنتهى الشفافية أمام الرأى العام والإعلام.
3- الحركة الإسلامية فى الأردن وقد قدم مكتب الشورى الخاص بجماعة الإخوان المسلمين هناك استقالته فى عقب الناتئج الضعيفة التى وصلت لها الجماعة فى الانتخابات التسريعية، قدم مجلس الشورى استقالته اعترافا بتحمله لمسئولية النتائج وأنه لم يدير الملف الانتخابى بالشكل الأمثل، فحاز باستقالته تلك كل التقدير والاعجاب والاحترام بل ومزيد من الثقة من أبناء الجماعة نفسها.
كيف يكون التعامل مع النقد:
ربما ما سبق يعطى إشارة ضوء أخضر للنقد العلنى، وهنا نستعرض كيف يكون التعامل مع هذا النقد والذى يمكن تقسيمه إلى أربعة أقسام:
1- نقد مصيب فيما ذهب إليه
فى هذه الحالة على أصحاب الحركة الإسلامية الاستماع والانصياع له، وإن صح منهم التجرد لله عز وجل وخلصت النيات فلا يضيرهم أن يعترفوا بخطأهم أو صواب ما أُقترح، ومن ثم لا يجدون أى حرج فى أن يتبعوه فالحق أحق أن يتبع.
2- قسم يمثل وجهة نظر خلافية فى امور تقبل أكثر من وجه.
فى هذه الحالة ينبغى أن تطرح الامور المتناظرة وحيثيات كل رأى منها وحجته ووجاهته وأسبابه، وتقابل الحجج بالحجج والأدلة بالأدلة، ولا ضير بعدها أن تتخذ الحركة الإسلامية من هذه النظائر ما تراه أنسب لفهمها وحالها، ويكون ذلك انعكاسا للرأى العام السائد بين أبناء الحركة واقتناعهم، ويصاحب ذلك بالضرورة تربية لأبناء الحركة الإسلامية على ثقافة الاختلاف وتقبل وجود آراء أخرى مختلفة فى داخل الحركة الإسلامية نفسها فى النقاط التى تتعلق بالفروع.
3- نقد مغلوط او مبنى على معلومات ناقصة
ينبغى على الحركة الإسلامية أن تتناوله بالتوضيح والتصحيح، وأن لا تتركه يتضخم ويكبر ويسبب بلبلة ولبسا، حتى تتعزز ثقة أبناء الحركة بها من ناحية ومن ناحية أخرى توضح الصورة للمجتمع الخارجى الذى يرقب الحركة الإسلامية ويعد عليها أنفاسها آملا أن تكون هى الصورة المشرقة لمستقبله القريب.
4- نقد قائم على الاتهامات الكاذبة والسب والقذف
فى هذه الحالة التى يلقى فيها السباب والقذف والاتهامات جزافا بلا دليل ولا بينة، تقيم كل حالة بقيمتها ووقتها وحالها، ففى أحيان كثير يكون السكوت عن الرد عليها هو أبلغ رد، ولكن فى أحايين أخرى يكون من الضرورى الوقوف عليها وردها، وليس المقصود الرد على صاحبها ولكن المطلوب ازالة ما قد تنسجه تلك الاأكاذيب من لبس لدى عموم المتابعين للحركة الإسلامية ولا سيما فى عصرنا الحالى وسهولة وسرعة تناقل الأمور والأخبار.
كلمة أخيرة
ويتبقى لنا فى الختام أن نوجه نصيحة اخيرة لكل من الناصح الناقد من جهة وللحركة الإسلامية من جهة اخرى.
نقول للناصح:
1- جدد نيتك وراجع هدفك وليكن المقصود أهدافا سامية من الإصلاح وتبيان الحقائق، وليس الهدف الهدم أو الشهرة أو غيرها من تلك الأهداف والغايات التى تحط وتحبط من تلك القيمة العالية الغالية للنقد والنصح.
2- اعتمد فى نقدك أو نصحك على الحقائق والدلائل، ولا تعتمد على القيل والقال ورواية فلان وشكوك علان. وتأكد من أن تلم بأكبر قدر من المعلومات والتى تتعلق بالموضوع محل النقد، حتى تتيح لك استقراء الأمر بشكل صحيح.
3- استخدم أحسن الأساليب وأرق الكلمات واستمع لقول الله عز وجل " قل لعبادى يقولوا التى هى أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم"
4- آفة التقييم التعميم، فانتبه أن تقع فى هذا الخطأ العظيم بان تعمم موقفا مررت به أو رأيته على كل الحركة الإسلامية أو على كل أبنائها.
5- ولا يدفعك خلاف شخصى لأن تجور على الحقائق وتذكر قول الله عز وجل " ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى"
6-وابعد بنقدك عن النقد الشخصى، انقد الأفكار وانقد الاجراءات والسلوكيات ، ولكن ابتعد عن نقد الأشخاص ومهاجمة النوايا.
7- تخير الوقت المناسب للنقد والنصح وانتبه جيدا حتى لا تكون ممن قال فيهم الله عز وجل " لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم.."
8- وفيما عدا الأفكار وكان النقد يتعلق باجراءات وتصرفات فاحرص على أن تسلك أولا الطرق المباشرة للنصح والاصلاح الداخلى، ولا يكون النقد العلنى إلا آخر المطاف بعد أن تغلق أمامك الأبواب وتصم لك الآذان.
8- وكن صاحب نموذج وقدم البديل، حتى لا يكون نقدك العلنى مجرد ترصد لاجتهادات الآخرين وأنت فعليا لا تملك اجتهادا ولا تبذل حتى أقل مما يقدموه.
إلى الحركة الإسلامية:
1- ليس كل نقد علنى يهدف إلى تشويه الحركة أو النيل منها، بل على العكس فكثير منه إضافة وإثراء وتطوير وإصلاح.
2- بل لا ينبغى ابتداء أن يتم التعامل مع نوايا النقد بل يتم التعامل مع مضمونه ودراسته والتفكير فيه والاستفادة منه أو الرد عليه. مهمها اختلفت هوية الناقد وفكره بل وأسلوبه.
3- ومن شان اتساع صدر الحركة الإسلامية للنقد العلنى أن يعزز ذلك انتماء وحبه بنيها لها على عكس ما قد يظنه البعض بان هذا النقد قد يزعزع الثقة او يفتح أبوابا لا ينبغى أن تفتح حتى لا تثير بلبلة فى الصف.
4- فضلا عن ان قبول الحركة الإسلامية للنقد يرسم مصداقيتها فى قلب المجتمع ويكسبها الاحترام حتى ممن لا يقتنعون بأفكارها ولا يتبنون مبادئها. ويجعلها تتسم بالشفافية والوضوح.
5- شفافية تستدعى أن لا تجد الحركات الإسلامية حرجا فى نشر هذا النقد فى وسائلها الداخلية والإعلامية، وإتاحة الفرصة لتلك الانتقادت لتكون محل نقاش وتفكير بين أبناء الحركة الإسلامية وأمام ناظريها، بدلا من أن تدور النقاشات فى غرف مغلقة أو فى ميادين اخرى بعيدة عن رؤية الحركة، مما يحرمها من أن توضح بعض الحقائق والملعومات التى من شانها تغيير الانطباع والأفكار.
6- وكما يقال الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى الناس بها، فالحال نفسه ينطبق على الحركة الإسلامية التى ما إن ترى فى نصح أو نقد خيرا مما هى عليه فعليها بالفور أن تأخذ به ولا تجد غضاضة فى اتباعه وتنفيذه.
ما سبق هو وجهة نظر فى النقد العلنى ويبقى الميدان مفتوحا للاجتهاد والرأى، وكل الدعاء والرجاء ان يوفق الله عز وجل القائمين على الحركات الإسلامية لكل خير ولما فيه صلاح العباد والبلاد.
هذا الموضوع يندرج تحت المشروع الإسلامي .. مشروع حياة, حالة حوار حول الإخوان المسلمين
12 التعليقات:
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا جزاكم الله خير علي هذا الموضوع المتميزولاأجداي تعليق بصراحة لم تقصر في العرض
جعله الله في ميزان حسانتكم
وفيت اخى الكريم فى عرضك
حقا جزاكم الله خيرا .. عرضت الموضوع باكثر من جانب
نرجو مزيدا من هذة المواضيع البناءة
اتفق معك تماما في عرضك يا دكتور
*****
لكن اسمح لي ان اضيف شيئا
وهو انه اذا كان النقد موجها لجزئية معينة وقامت حركة اسلامية ما بدراسةجوانب هذا النقد وتناقشت حوله ثم اتخذت قرارا مغايرا لما تعرض له النقد فان هذا لا ينتقص اطلاقا من صاحب النقد او من قام بتقديمه
ولا يعد اهمالا لهاو تجاهلا
كذلك يجب علي مقدم النقد ان يتقبل ان يرفض اقتراحه او نقده بقرار جماعي مثلا
وان لا يعتبر نفسه هو المجدد الوحيد وان الباقين ليسوا علي نفس مستوي فهمه وادراكه
ولو لديه نقطة جديدة او توضيح ينبغي عليه ان يعيد توضيحه
لكن اذا اتخذ قرارا بشأن النقد فينبغي احترامه
لان الفكرة تم احترامها والتناقش حولها
لكن
كذلك ..من الاهم بالاساس ان تتعامل الحركة مع الافكار التي تطرح علنا بجدية ويتم التعامل بجدية مع هذه الاقتراحات ويتم مناقشتها والتباحث حولها دون الدخول في تقييم الشخص صاحب النقد او الدخول في نواياه
جزيت خيرا يادكتور على هذا الطرح العقلاني
ولابد أن يعلم كل من يقدم نقدا أنه تابع لمنظومة ولا يعتبر أن المنظومة تابعة له أي أنه ليس من الضروري أن يستجاب لكل ما يطرح
وأن ما يتم التوصل إليه هو مجمل أراء وأفكار وثقافات كل الأفراد أي أن نسبة الفرد حينها في أي منظومة ضخمة هي نسبة ضئيلة جدا
لاننسى أهم نقطة قوة نمتلكها وهي هذا الأطار من الأداب الأسلامية رباط الأخوة والثقةوأداب الحوار فمهما أختلفنا تبقى هي صمام الأمان الحقيقي
أخيرا لكل تجمع أنساني مساحة من الثوابت وعلى كل من قرر أن ينتمي إليهم أن يلتزم بهذه المساحة وأظن أنه من الصعب الأقتراب لهذه المساحة وعلى غير المقتنع بهذه المساحة أن يبحث على طريق أخر
جزاكم الله خير يا دكتور .. المقال فعلا جميل ومقنع .. انا عندي تعليق بسيط .. عارف القاعدة في عالم الافكار ايه؟؟ .. البقاء للأكثر اقناعا .. ببساطة أقول لمن يخشى النقد العلني ..ان كانت حجتك قوية وعندك الاسباب المقنعه فلما تخشى الرأي الاخر وتخشى النقاش ؟!! هذا لا ينفى الادب في الحوار .. وان هناك بعض التفاصيل البسيطة التي يمكن أن تعالج بشكل اسرع واقوم من الاسلوب العلني .. لكن الاصل ان الامور كلها مطروحه للنقاش في عالم الافكار والاكثر اقناعا يكسب ..نقطة أخرى .. بالتوفيق
جزاكم الله خيرا يا دكتور جعلي ولك يا محيي ويا قطب ويا بشمهندس شاهين على المعلومات القيمة
واسمحلي بس أضيف موقف بسرع كده كنت حضرته للمهندس محمد سعيد ...هو الموقف كا في الدرس والناس رافعة إيديها تطلب الكلام ,....واستمع هو لبعض الناس وبعدين طلب من الناس تنزل إيديها لأنه خلاص مش هيسمع تعليقات تاني ,......فواحد نزل يده بصورة تدل على أنه زعلان وكان بوده إضافة معينة,.....فكان موقف المهندس إنه وقف الكلام في الموضوع الأول وبعدين بدأ يتكلم أمام الشخص ده ويقول (هو إيه المهم أوي اللي أنت كنت عاوز تقوله ..وهو لو رأيك ده ما قلتوش حاسس إن في مصيبة هتحصل دلوقتي ...طيب لو قلته وماسمعناش هذا الرأي هتبقى حققت من وراه إيه ,....طيب إيه نيتك من الكلام أصلا,....)وهكذا وانقلب كلام المهندس للحديث عن آداب إبداء الرأي .فأنا بوجه الكلام ده لكل من يبدي رأيه او يهم بإبداء رأيه أو أبدى رأيه ولم يستمع له أحد.....
وجزاكم الله خيرا مرة تانية
اشعر
احيانا
ان
دقة
تحليلك
تقفل
علينا
باب
التعليق
غير معروف
---------
جزاكم الله خيرا على المرور اولتعليق ورزقنا جميعا عملا متقبلا فى ميزان الحسنات إن شاء الله
أسماء العريان
------------
جزاكم الله خيرا على المرور والتعليق، ونسأل الله أن يفتح علينا دوما بما يمكن أن يكون مفيدا وبناء
محمد محيى
-------
جزاكم الله خيرا على المرور وتلتعليق، وأؤكد على أهمية النقطة التى أثرتها فى تعليقك، وبالتأكيد من حق كل شخص أن يتبنى فكرة ويؤمن بها على أن لا يكون دوام اقتناعه بها مجرد عند وكبر إذا تبين له صحة رأى آخر، وعل أن ينزل على رأى الآخرين إذا كان هو رأى المجموع والأغلبية حتى وإن كان رأيه هو الصواب المطلق فضلا عن أن يكون مجرد اجتهاد قد يكون مصيب أو مخطئ
محمود قطب
--------
جزاكم الله خيرا على المرور والتعليق، ولا إضافة على كلامك حول أهمية أن نعلم ثوابت ما ننتمى إليه فإما نقبلها أو نبحث عن مكان غيره تتفق ثوابته مع ما نؤمن به.
ولكن من المهم أيضا أن يعرف الجميع الفارق بين الثوابت والمتغيرات، بين الأصول اولفروع
شاهنشى
-------
جزاكم الله خيرا على المرور والتعليق، البقاء فى الأفكار للأكثر إقناعا جملة على قلة كلامتها تلخص الموضوع بتفاصيله الكثيرة
جعاوى
------
جزاكم الله خيرا يا دكتور على المرور والتعليق، وجميل الموقف الذى ذكرت لتعليم آداب إبداء الرأى، ولكن ذلك لا يمنع فى نظرى أنه كان الأجمل السماع لهذا السائل.
على أى حال فى التدوينة القادمة أضع لكم رابطا لنقد علنى من تلميذ لشيخه العلامة وكيف تعامل العلامة مع نقد تلميذه فى العصر الحديث
رؤية
----
جزاكم الله خيرا على المرور والتعليق، وأعتقد أن كلامكم فيه مجاملة مشكورة أبعد بكثير عن حقيقة وواقع التدوينات.
أخيرا
----
لا أخفيكم جميعا عدم رضائى عن التدوينة ولكنى استغرقت وقتا طويلا لكتابتها ووجدت أنه من الأفضل نشرها على المدونة لانهاء فترة انقطاعى الطويلة عن التدوين
للجميع منى التحية والاعتذار عن أن التدوينات أقل من المتوقع والمأمول، ولكنه على أى حال رزق وتوفيق من الله يهبه لمن يشاء
على أى حال تسلم يدك يادكتور كلام جميل ومنهج ممتاز فى الكتابه ولنا كلام سويا وسيكون النقد العلنى مفيد اذا تم بهذة الطريقه
أسلام أبو الفتوح
إنها الزيارة الأولى لمدونتك ..لا أدري كيف غفلت عنها ..
جزاك الله خيراً على الطرح .. ومن المؤكد أن لي زيارات متكررة هنا..
تقبل تحياتي
م/هبه محمد
That is great to hear, thank you for reading!