قبل أن نبدأ:
1- مهما مررنا بنكسات ونكبات فهناك دوما "حاجات لازم نفتكرها"، لا زم نفتكر أن للظلم مهما طال نهاية، وأنه مهما قسى الظلم والبأس فينبغى أن نستمر ونتحرك ونعمل ونبذل حتى يقترب الفجر، وان نعلم أن لله فى كونه سنن لا تتغير بل وتتكرر من زمان غلى زمان ومن مكان لمكان لتمحص قلوب قوم مؤمنين ومنها هذا التدافع بين الحق والباطل والابتلاء والتضييق "
"أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إنّ نصر الله قريب "
نعم نصر الله لمن يستحق لا بد قريب

2- إن كان من وصية اخرى بعد التواصى بالعمل والبذل لعز الدين ورفعة الوطن الحبيب، فهى الدعاء، أثر فى جدا موقف ذكره لى اسلام أبو الفتوح -فك الله أسر والده قريبا- عن أحد الإخوان الذين كانوا معتقلين مع والده على خلفية انتخابات مجلس الشورى الماضية، يحكى أنه كان هناك اخ منهم يدعوا وهم يؤمنون على دعائه، إلى ان قال فى دعائه "ما صعبناش عليك يا رب" فارتفع بكائهم ودمعت عيونهم، حقا لما سمعت هذه الكلمة شعرت أنى اهتز لها اهتزازا، وأظن أن كلمة كهذه إن خرجت من قلوب نحسبها مخلصة نقية- تهتز لها السماء، فما بال قلوب هؤلاء لا تهتز!!

3 - يوم الجمعة القادمة بإذن الله كتب كتاب اخى الحبيب محمد غزلان
يشهد الله ويعلم كم احبك فيه وكم نحمل لك جميل ما تعلمناه منك، فبارك الله لكم ولزوجكم وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير، وبرغم كل الأحزان والآلام لتغييب والدكم خلف قضبان الظلم فسنشعل بفرحتكم شموعا فى هذا الظلام لحين سطوع فجر قريب باذن الله

4- أخيرا سأجتهد قدر الإمكان فى الفترة المقبلة قبل رمضان إن شاء الله أن أنتهى من كل ماوعدتكم به من موضوعات سواء بقية سلسلة "اتقان حياة الحوار" أو الموضوعات المكتوبة على يمين المدونة، وبعد الانتهاء منها يكون لكل حادث حديث ولكل مقام مقال

والآن مع الحلقة الثالثة وتتمة ما بدأناه عن مهارات المُحاور وكنا قد تكلمنا سابقا عن السمات الشخصية الهامة للمُحاور، وهذه المرة ندخل لعملية الاعداد للحوار، الحلقات السابقة:
الباب الأول"جولة عامة عن الحوار"
تعريف الحوار محل الدراسة، من أشكال الحوار، أهداف الحوارات، أهمية الحوار، مشروعية الحوار، مسلمات قبل أن نبدأ الحوار
عناصر الحوار

الباب الثانى : "مهارات المحاور"

الفصل الأول : سمات شخصية

الفصل الثانى "الاستعداد لعملية الحوار"

الاستعداد لعملية الحوار

بعد ما سبق تكون الآن مهيئا لخوض تجربة الحوار أيا كان شكله، ويسبق مرحلة خوض الحوار مرحلة من الإعداد والاستعداد، وفيما يلى سنتعرض لبعض النقاط المتعلقة بالاستعداد لعملية الحوار

1- اتقان فن الحوار ليس مستحيلا
كثير منا يشاهد ويسمع أشخاصا بارعين فى مجال الحوار، ويظل ينظر لهم بعين الإعجاب مستبعدا أن يكون فى يوم من الأيام مثل تلك الرموز، وغابطا لهم على موهبتهم المتميزة فى الحوار.
ولكن من المهم أن نعرف جيدا أن العملية الحوارية بالتأكيد فى جزء منها تقوم على مواهب ربانية فى الأساس، ولكن الجزء الأهم هو التدريب ومعرفة أسس وقواعد الحوار، والتى إذا ألم بها الشخص وتتبع خطواتها سيستطيع أن يتخطى الفارق الكبير بينه وبين نجوم الحوار، وبمرور الوقت سيستطيع ان يكتسب مهارات ومواهب الحوار.
لذا ينبغى فى البداية أن نلغى من رؤوسنا فكرة أن عملية الحوار عملية مستحيلة ولا يمكننى أن أخوضها وأتميز بها، بل علينا أن نعلم إن الحوار شأنه شأن أى علم آخر له خطوات وكتابات تنظيرية بتتبعها وتنفيذها يمكن إتقان فنون الحوار.


كان طالبا معه فى الكلية ولكنه يصغره فى سنوات الدراسة، كان يشاهده أثناء الحوار والقاء الكلمات وينظر إليه بنظرة الإعجاب والاحترام والتقدير، وكان غاية أمله أن يقدم لصاحبه هذا قبل الحوار عنصرا أو فكرة يستفيد بها فى خطابه وحواره. مرت الأيام ووضعته فى موقف يستوجب منه أن يلقى كلمة وجد أن الأمر ليس مستحيلا ومربعدها بتجارب وتجارب حتى أصبح متفوقا فى الحوارحتى على من كان يوما ينظر إليه بنظرة العجب والاكبار، وحتى ليثنى عليه خصومه قبل أصدقاؤه فى أسلوبه الحوارى المبدع.
وقس على ذلك فى هذا الميدان الكثير والكثير


2- الاعداد الجيد وكثرة المشاهدات


بعد تتبع خطوات إتقان مهارات الحوار، يكون من المهم تعلم فنون الحوار عبر طريقة أكثر عميلة، وذلك بالمشاهدة والاستماع إلى سجالات حوارية وتقييمها ومقارنتها بالجانب النظرى. والاستفادة والتعلم من مهارات المحاورين وكلماتهم وهيئاتهم وأساليبهم.


3- تقييم تجارب الحوار ومعالجة الأخطاء


ينبغى بعد كل عملية حوارية تشارك بها، أن تمرر شريطها سريعا فى الذاكرة وتعييد تقييمها والوقوف عند نقاطها السلبية والايجابية، وبالتأكيد ستجد فى أثناء تلك المراجعة والتقييم بعضا من المواقف والكلمات كنت تتمنى لو قمت بها أو قلتها لتكون العملية الحوارية أقوى، ونقاط أخرى قد قمت بها وتتمنى لو لم تقم بها، هذا التقييم سيساعدك على أن تكون أكثر استعدادا وخبرة فى المرات المقبلة من العملية الحوارية.
ويمكن أيضا الاستعانة فى التقييم بمشاهدة فيديو مصور أو تسجيلات صوتية لهذه العملية الحوارية، كما يمكن الاستفادة بآراء الآخرين وتقييمهم لأدائك أثناء العملية الحوارية.


4- وضوح الهدف


وننتقل الآن لمرحلة الاستعداد لحوار بعينه، وأول نقطة فى هذا الجانب هو وضوح هدفى من الحوار ويمكن فى ذلك الرجوع لأهداف الحوار كما ذكرناها سابقا.
ينبغى أن يكون الهدف واضحا جدا ومحددا والبحث عن الطرق التى تؤدى مباشرة إلى تحقيق هذا الهدف

5- تخيل الحوار والعيش فى أجوائه


من المفيد أن تعيش فى أجواء الحوار وتقضى بعض الوقت فى تخيل نفسك أثناء الحوار وتخيل بعض الكلمات التى ستقولها فيه وطريقة إلقائها، فى بداية الأمر قد تعيش فى أجواء الحوار وتخيله لمدة أيام قبل الحوار، ولكن بمرور الوقت وازدياد الخبرة والتمكن أكثر من الحوار ستتقلص هذه الفترة لتصبح عدة ساعات أو بعض الدقائق قبيل الحوار.
و مهم أن ندرك أهمية تخيل الحوار والعيش فى أجوائه قبل الحوار بما يهيئك لتكون فى لياقة ذهنية عالية قبل الحوار وأيضا بما يساعدك فى الإعداد لبعض المواقف المتميزة فى أثناء الحوار. ولكن فى الوقت ذاته ينبغى أن نحترس من سلبيات زيادة جرعة العيش فى أجواء الحوار بما يؤثر سلبا على أدائنا فى باقى نشاطات الحياة وبما قد يؤدى للارتباك ورهبة الحوار.


6- توقع الأسئلة


أحيانا يكون من الجيد توقع أسئلة المخالف والمحاورين ليتم إعداد إجابات لها تخرج بالشكل الأمثل ودعم هذه الإجابات بالأدلة والأرقام إن توفر.


7- الورقة والقلم وصيد الخاطر


أحيانا يصل استخدام القلم والورقة للتخطيط والإعداد لدرجة المندوب إن لم يكن الفرض، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. وهكذا الحال بالنسبة للورقة والقلم واستخدامهما للإعداد لأى أمر ولا يشذ عن ذلك الحوار.
فعليك دوما أن تصحب ورقا وقلما تسجل بهما خواطرك حول الحوار المقبل والنقاط التى ستتناولها والعناصر والأسئلة و.. و... ، والفائدة الأهم من استخدام الورقة والقلم هى صيد الخواطر فأحيانا وكما قلنا سابقا وأنت تعيش فى أجواء موضوع الحوار ستجد بعض الومضات التى تبرق فى ذهنك وتناسب الحوار المقبل، وإن لم تكن مستعدا وجاهزا لتسجيلها فور سطوعها فسرعان ما ستختفى وتنساها وربما لن تتمكن من استحضارها مرة أخرى.


8- الاستعانة بالله والدعاء

تعد هذه النقطة بمثابة القلب من مرحلة الاستعداد، فمهما بلغ استعدادك وأخذك بالأسباب وقدراتك فى الحوار وخبراتك الماضية فى هذا المجال، فكل هذا قد يصبح عديم الفائدة والتأثير إن غاب عنه التوفيق.
لذا عليك أن تستعين بالله عز وجل وتدعوه وتسأله أولا أن أن يوفقك للحق ويلهمك الصواب ويجرى الحق على لسانك ويلهمك حجتك، وثانيا وأن يجمع لك القلوب وأن تصل رسالتك للآخرين واضحة جلية كما أردتها. وأخيرا أن يتقبل منك هذا الجهد ويجعله خالصا لوجهه الكريم

3 التعليقات:

  1. عصفور المدينة يقول...

    جزاك الله خيرا
    ونسأل الله أن يفرج كرب المكروبين

  2. غير معرف يقول...

    ايه ده

    !

    هوا حضرتك عبد الرحمن بتاع الساحة

    ؟؟

    الدنيا عندي اتلخبطت خالص

    بس انا عموما كتبت رايي في السلسلة دي هناك في الساحة

    مش عارفة حضرتك قراته و لا لا

    لكن عموما الاسلوب و الافكار رائعة بحق

    جزيت عنا خيرا

  3. ومضات .. أحمد الجعلى يقول...

    عصفور المدينة،
    --------------
    ذلك الوجه الذى اصبحنا نسعد دوما بتغريدته فى المدونات
    ونسأل الله أن يستجيب لكم ولكل الداعين وأن يفرج الله كرب المكروبين

    جزاكم الله خيرا على الزيارة والتعليق

    منة الله
    ------

    لا اكيد الموضوع بس مجرد توارد خواطر بينى وبين عبد الرحمن (:

    أسعدتنا زيارتكم ووصل تعليقكم المكتوب فى الساحة

    جزاكم الله خيرا على الزيارة والتعليق


Blogger Template by Blogcrowds


Copyright 2006| Blogger Templates by GeckoandFly modified and converted to Blogger Beta by Blogcrowds.
No part of the content or the blog may be reproduced without prior written permission.