1- تهنئة قلبية حارة أقدمها لابن خالى الدكتور ابراهيم عثمان على زواجه، وتهنئة اخرى لأخى الحبيب الدكتور ابراهيم عصام على زواجه
سائلا الله لهما أن يبارك لهما ولزوجتيهما، وان تكون بيوتهما نموذجا للمودة والرحمة كما قال الله عز وجل : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة".
2- باقى من الزمن عن رمضان أقل من 50 يوما، وشخصيا لم أستعد ما ينبغى وكما تمنيت، ولكن نسأل الله عز وجل أن يبلغنا رمضان وأن يرزقنا استعدادا جيدا له
3- ندخل فى الموضوع مباشرة وهذه الحلقة مخصصة للسمات الشخصية المتطلبة فى شخص المُحاور، وهناك بعض القصص والاستشهادات تجدونها مكتوبة باللون البنى، وعلى الرغم من أن معظم ما سنتناوله فى هذه السلسة إن لم يكن كله يصلح لأن يكون مبادئ عامة وخطوط عريضة لكل المهتمين بعملية الحوار، إلا أننا سنولى بعض الاهتمام الخاص بأصحاب المشروع الإسلامى الذى انتمى له فى صياغة الكلمات والاستشهادات
المحاور "السمات الشخصية"
نبدأ مع الجزء الأهم فى عملية الحوار وهو الشخص صاحب الفكرة والذى يقوم بعملية إرسالها للآخرين من خلال الحوار، وينبغى للمحاور أن يكون متسما ببعض المهارات والصفات ليتمكن من تحقيق أكبر فائدة من أهدافه فى الحوار.
ويمكنا أن نقسمها فى قسمين رئيسين:
أولا: سمات شخصية ثانيا: الإعداد للحوار " نتناوله لاحقا ان شاء الله"
سمات شخصية
هى مجموعة من الصفات الواجب توافرها فى شخص المحاور صاحب الفكرة ليصبح أشبه بالمحامى الجيد للقضية المشروعة.
فمن الطبيعى أن القضايا يختلف الحكم فيها بحسب أمرين:
1- هل هى قضية مشروعة أم باطلة
2- العنصر الثانى هو المحامى الذى يتقدم للدفاع عن القضية، وكم نرى ونسمع عن قضايا تبدو خاسرة للغاية ولكن بمهارة المحامى وأسلوبه وتمكنه وذكائه يستطيع أن يقلب المنضدة ويفوز لقضيته بنجاح ما، فما بالنا إذا اجتمع المحامى البارع مع قضية أصلا مشروعة بالتأكيد النجاح لها سيكون حتمى وحقيقى.
وكذلك الحال بالنسبة للحوار فكثيرا ما ندافع عن قضايا مشروعة ولكن نتيجة لأسلوب المحامى السيئ يتم خسران القضية. وفى أحيان كثيرة قد لا تتاح الفرصة للاستئناف ويكون الانطباع السلبى عن القضية قد رسم وترسخ بالفعل فى ذهن الآخرين وفى عقول المتابعين.
من هذه النقطة يتبين لنا تماما أهمية دور المحاور فى أن يكون المحامى الجيد والسفير المرموق لقضيته وفكرته.
1- من أنت
ربما عليك قبل أن تبدأ الدخول فى نقاشات وسجالات حوارية أن تقف مع نفسك وقفة صادقة لتسترجع من أنت؟؟ ما هى ثقافتك ؟؟ ما هى أخلاقك؟؟ ما هى أهدافك من الحياة؟؟
لأنه الكثير منا يظن أو يضع نفسه فى خانة أخلاق الفرسان ولكن ما إن ينزل لساحات الحوار حتى يتغير الحال وتسقط عنه أخلاق فروسيته، ليتعامل مع المحاورين بسلوكياتهم وأخلاقهم هم حتى وان تنافت مع مبادئه ومعتقداته. وهنا يكون المحاور قد خسر المعركة بخسران نفسه حتى وإن صبت مجريات الأحداث فى الختام لتعلن انتصاره فى موضوع الحوار.
للدعاة واصحاب المشروع الإسلامى وغيرهم تعالوا نتذكر من نحن
وربما يجدر بأبناء المشروع والفكرة الإسلامية أن يتذكروا بعضا من أخلاقياتهم كما قال عنها الإمام البنا رحمه الله
من أنتم أيها الإخوان وماذا تحملون ؟
بـــراءة
ونحب مع هذا أن يعلم قومنا – و كل المسلمين قومنا – أن دعوة الإخوان المسلمين دعوة بريئة نزيهة ، قد تسامت في نزاهتها حتى جاوزت المطامع الشخصية ، واحتقرت المنافع المادية ، وخلفت وراءها الأهواء والأغراض ، ومضت قدما في الطريق التي رسمها الحق تبارك وتعالى للداعين إليه :
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108) .
فلسنا نسأل الناس شيئا ، و لا نقتضيهم مالا ولا نطالبهم بأجر ، ولا نستزيد بهم وجاهة ، ولا نريد منهم جزاء ولا شكورا ، إن أجرنا في ذلك إلا على الذي فطرنا
وأيضا علينا أن نتذكر
عـاطــفة
و نحب أن يعلم قومنا أنهم احب إلينا من أنفسنا ، و أنه حبيب إلى هذه النفوس أن تذهب فداء لعزتهم إن كان فيها الفداء ، و أن تزهق ثمنا لمجدهم و كرامتهم و دينهم و آمالهم إن كان فيها الغناء، و ما أوقفنا هذا الموقف منهم إلا هذه العاطفة التي استبدت بقلوبنا و ملكت علينا مشاعرنا ، فأقضت مضاجعنا ، و أسالت مدامعنا ، و إنه لعزيز علينا جد عزيز أن نرى ما يحيط بقومنا ثم نستسلم للذل أو نرضى بالهوان أو نستكين لليأس ، فنحن نعمل للناس في سبيل الله أكثر مما نعمل لأنفسنا، فنحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب ، و لن نكون عليكم في يوم من الأيام.
وأخيرا نتذكر هذه العبارة
لله الفضل و المنة
و لسنا نمتن بشيء ولا نرى لأنفسنا في ذلك فضلا ، و إنما نعتقد قول الله تعالى :
( بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الحجرات:17) .
وكم نتمنى – لو تنفع المنى – أن تتفتح هذه القلوب على مرأى و مسمع من أمتنا ، فينظر إخواننا هل يرون فيها إلا حب الخير لهم و الإشفاق عليهم و التفاني في صالحهم ؟
وهل يجدون إلا ألما مضنيا من هذا الحال التي وصلنا إليها ؟ و لكن حسبنا أن الله يعلم ذلك كله ، و هو وحده الكفيل بالتأييد الموفق للتسديد، بيده أزمة القلوب و مفاتيحها ، من يهد الله فلا مضل له و من يضلل الله فلا هادي له و هو حسبنا و نعم الوكيل . أليس الله بكاف عبده؟
2- التعامل مع الاهانات الشخصية والنقد
نقطة محورية فى الحوار هى التعامل مع الإهانات الشخصية التى قد تصيب المرء أثناء مجريات الحوار، وبرغم أنها قد تبدو مهارة من مهارات الحوار إلا أننا فضلنا أن نضعها هنا تحت عنوان "السمات الشخصية للمحاور" لأنها يجب أن تكون خلقا نحيا به فى كل حياتنا وليس فقط فى أثناء الحوارات بهدف كسب العملية الحوارية.
وأيا كان تلك الإهانة الشخصية مادية أو معنوية فإن تعاملنا معها يرجح كفة الحوار بشكل كبير جدا وملموس، ويضيف قوة واضحة للمحاور وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب" .
وأمام الاهانات والنقد الشخصى علينا أن نتذكر دوما التالى
1- عليك بداية أن تتذكر "من أنت" وما أخلاقياتك والتى لا تسمح لك بأن تشارك مخالفك فى هذا الأسلوب المتدنى من الحوار والذى يصل لمستوى الاهانات والتجريح
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ"
2- علينا أن نعرف أنه لن يبلغ شخص حد إجماع الناس عليه حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم خير البشرية، وسيبقى هناك من يتصيد الأخطاء وليس منا معصوم.
3- لا نتوقف نهائيا امام السباب والشتائم الصريحة، و أمام الانتقادات الشخصية علينا أن نقيمها فإن كانت حقيقة متواجدة بنا فالأولى بنا أن نقوم بإصلاحها ونكون نحن الفائزون من هذا النقد وان بدا سلبيا فى البداية
أما إن كان غير حقيقى فعلى أن أنظر لوجهات نظر الآخرين التى ترى عكس هذا النقد وبالتالى لا أقف عند هذا النقد أو هذه الإهانة بائسا يائسا حزينا.
3- علينا أن نواجه هذا النقد أو الاهانة بسلوكنا الحسن وأخلاقياتنا الفاضلة الكريمة وأن نعمل فينا تعاليم القرآن الكريم حين يقول " ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم"
حفلة صيدلة
فى ذلك العام كان يعد بعض الأفراد لحفلة فنية إسلامية وفى نقاش بين أحد معدى الحفلة وشخص آخر يرى أن مثل تلك الحفلات الفنية غير جائزة شرعا، وأثناء الحوار بينهما أخرج معد الحفلة الحفلة فتوى مطبوعة لشيخ حول جواز مثل تلك الحفلات شرعا بضوابط كذا وكذا .. فأقدم المخالف لفكرة الحفلة على إهانة معنوية شديدة لمؤيد الحفلة بأن أمسك ورق الفتوى ومزقه وألقاه على الأرض ،فما كان من مؤيد الحفلة إلا أن قام بجمع قصاصات الورق من على الأرض وتعامل مع الأمر بمنتهى الهدوء ولم يثأر لشخصه أو يغضب لكرامته. لم ينتهى الموقف عند هذه النقطة بل الشاهد فى القصة أنه بعد أعوام من تخرج مؤيد الحفلة من الكلية كان هذا المعارض يذهب لأقرانه ويخبرهم انه لم يلق فى حياته شخصا بمثل أدب وخلق هذا الشخص.
ما سبق هو مثال حى لكيف يكون الدفع بالتى هى أحسن مدعاة لأن تنشأ بين المختلفين علاقة حب واحترام.
3- الاخلاص
تنجح الفكرة دوما إذا وجدت من يعمل بإخلاص لها. وعلى مقدار الإخلاص يكون مقدار التضحية والبذل على مقدار ما تكون النتائج. وأولى بأبناء الفكرة الإسلامية أن يكونوا أكثر الناس إخلاصا لفكرتهم وقضيتهم كونهم يعتبرون إخلاص العمل لله هو جزء مهم وأساسى لقبول العلم ونول الأجر عليه.
ولا سيما إن كان قلب من تحاورهم وقلوب من يجلسون فى خانة المستمعين والمتابعين كلها تقع بين يدى الله، فينبغى أن لا يرائيهم المحاور صاحب الفكرة ويطلب إعجابهم ويخطب ودهم على حساب إخلاصه لفكرته، فالله عز وجل مالك هذه القلوب قادر على أن يجمعها له إن أخلص المحاور لفكرته ولم يتنازل عن ثوابته من اجل إرضاء الآخرين
يقول رسول الله صلى الله لعيه وسلم: "من التمس رضى الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس"
ليكن دعاؤك دوام :اللهم أرزقنا عملا يرضيك عنا وارزقنا فيه إخلاصا وتوفيقا وتقبله منا
4- ابتسامتك تسع الجميع
وأنت تقدم فكرتك، وأنت مؤمن تماما بصحتها وأن فيها إصلاحا أو حلا، فأنت أشبه بمن يقدم هدية لمن حوله وكأنك تحمل لهم باقة من الزهور الجميلة الألوان الفواحة الرائحة، وعليك أن تستشعر هذا المعنى الوجدانى والشعورى وأنت تقدم فكرتك، ترى كيف تتخيل نفسك وأن تقدم زهورا بمثل هذه المواصفات للآخرين؟؟
بالتأكيد ولا شك لا بد أن يصحبها ابتسامة ثغر وانتعاشة قلب. وتعلمنا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "تبسمك فى وجه أخيك صدقة" هذا فضلا عن الراحة النفسية العميقة التى تزرعها الابتسامة فى نفس المخالف والمتابعين للحوار.
لولا ابتسامتك..
الوقت يمر بسرعة الأمور تتداخل بشكل كبير الخلافات تتزايد بقى عن موعد المؤتمر دقائق ولا تزال هناك نقاط اختلاف ومشاكل ويبدو أنها تتفاقم..
بدأ المؤتمر وانتهى بشكل رائع أثنى عليه الجميع، ذهب المخالف بعد انتهاء المؤتمر لمنسق المؤتمر وقال له " ابتسامتك من أول اليوم رغم كثرة الخلافات والمشاكل هى ما أدت لنجاح اليوم ومروره بسلام"
لا تنسى ابتسامتك وليسع قلبك الجميع
5- الخروج من فترة لفترة خارج أطر الفقرة وتقييم استمرار صلاحيتها
من سمات الشخص الموضوعى العقلانى أن لا يحبس نفسه فى فكرة معينة ويظل خادما لها حتى وان أكل عليها الزمان وشرب. عليه دوما أن يقوم بمراجعات وتقييمات لفكرته ودوام صلاحيتها وكونها لا زالت تستحق الدفاع عنها أم لا.
وينبغى حتى يتم ضبط هذه النقطة أن نوضح النقاط التالية
1- أنه هناك فرق بين الأفكار والعقائد، فالعقيدة هى الأفكار الذى تم فعلا قتلها بحثا ودراستها عقلا وقلبا وتم الاقتناع بها يقينا والتوثق منها تماما والارتياح إليها كليا، ومثل تلك الأفكار قد تجاوزت مرحلة الفكرة والرأى وأصبحت عقيدة مترسخة فى النفس ولا تقبل بعد ذلك تغييرا أو تطويرا.
ولا يدخل فى هذه المساحة إلا أمور معدودة وواضحة ولا ينبغى أن تتوسع هذه الدائرة لتشمل بالإضافة للأصول والثوابت تفريعات وتفاصيل.
2- أن ما عدى العقائد من أفكار يجب مراجعته لانه ربما تكون الفكرة المعتنقة صحيحة وصائبة تماما فى وقت اعتناقها ولكن بمرور الوقت وتبدل المتغيرات أصبحت غير صالحة أو على الأقل أصبح هناك أفكارا أخرى أصح منها وأجدر بالاقتناع.
3- أنه ليس من العيب أن يتراجع الإنسان عن فكرته إذا صح بعد ذلك وجود ما هو أصح منها أو أنها لم تعد صالحة، بل على العكس مثل هذا الخلق يرفع من قدر صاحبه فى أعين مخالفيه والمتابعين، وقبل كل ذلك يكسب احترامه نفسه وأنه فعلا صاحب فكرة ورأى ولا يدافع عن القضية فقط من أجل العناد والكبر على الحق.
6- الحس المرهف وخفة الظل
ينبغى على المحامى الجيد صاحب الفكرة أن يكون خفيف الظل وأن لا يكون ثقيلا مملا ومتعبا للآخرين وان يكون كما قال الإمام البنا عنه : " أن تكون شديد الحياء دقيق الشعور , عظيم التأثر بالحسن و القبح , تسر للأول و تتألم للثاني , و أن تكون متواضع في غير ذلة ولا خنوع ولا ملق , وأن تطلب أقل من مرتبتك لتصل إليها"
.
7- انشر مسكك على الآخرين
وبعيدا عن مجريات الحوار وطرق النقاش والاقناع، عليك كونك صاحب رسالة وفكرة أن تغرس أثرا فى نفوس الآخرين حتى وان انتهى الحوار ذاته بعدم اتفاق، وانتهى النقاش بمزيد من الخلافات.
لا بد وأن يستفيد منك الآخرون وثق أنك بهذا الغرس حتى وان بدا نظريا بعيدا عن هدف الحوار فإن له أكبر أثر فى نفوس الآخرين تجاه فكرتك، علينا أن نكون كحامل المسك الذى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " .. فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه رائحة طيبة.."
تحب أوزع معاك
انتخابات اتحاد الطلاب وكل منهما يحمل قائمة انتخابية مختلفة ومنافسة لصاحبه، تجمع بينهما صداقة برغم أن الخلاف بينهما فكرى أيضا قبل أن يكون خلافا فى انتخابات اتحادات طلابية، انتهى الشخص الأول من توزيع أوراقه وما ان انتهى منها حتى اتجه لصاحبه وعرض عليه أن يساعده فى توزيع أوراق قائمته الانتخابية، لم تكن دعوة من قبيل المجاملة، ولكنها كانت دعوة صادقة وفعلا نفذها وساعد منافسه لينتهى من توزيع قائمته.
انتهت الانتخابات وانتقل الطرف الثانى من الكلية لكلية أخرى وبقى الطرف الأول فى ذات الكلية، وبعد عدة سنوات التقيا ليتصافحا بحرارة ويخبر الطرف الثانى أنه أصبح الآن من مؤيدى فكرة الطرف الأول ومعتنقيها وأن الموقف الذى فعله معه أثناء توزيع القوائم الانتخابية ظل ماثلا فى ذاكرته وكان ملهما له.
8- الابتكار والابداع
أن يكون المحاور صاحب روح إبداع وابتكار هو شيئ بالتأكيد يفيد الحوار ويثريه، حاول دوما أن تكون مختلفا فى أسلوب وفى طريقة عرضك وفى كلماتك، فكر دوما فى شيئ جديد تقدمه كل مرة من خلال حواراتك، واقض بعض الوقت فى التفكير فى هذا الشيئ الجديد.
ابتكر لتظل كلمتك أو مداخلتك شيئا يعلق فى ذهن المستمعين والقارئين وسط سيل من الكلمات يتلقونها يوميا .
ابتكر فى مدخل الحوار فى أساليبه فى أمثلته فى كلماته فى استخدام معطيات ووسائل مساعدة فى عملية الحوار.
9- الاعتراف بالخطأ
من المفترض أن يكون صاحب الفكرة النبيلة أرفع من أن يعاند الحقيقة ويكابر عن الاعتراف بالحق. وبعيدا عن كون الاعتراف بالخطأ خلق نبيل فإنه أيضا من مهارات الحوار التى تكسب صاحبها المصداقية لدى المحاورين ومتابعى الحوار.
يقول الإمام البنا ناصحا العامل لفكرته: "أن تكون شجاعا عظيم الاحتمال , وأفضل الشجاعة الصراحة في الحق وكتمان السر , والاعتراف بالخطأ والإنصاف من النفس وملكها عند الغضب ."
10- تجنب حديث الأنا:
تجنب فى كلماتك الكلمات التى تعطى انطباعا بتعاليك على محاوريك ومستمعيك وتعكس اعتدادك وثقتك الزائدة بنفسك، على شاكلة: " أنا دققت فى الأمر – قمت بعمل دراسات- رأيت أن الطريق الصحيح هو- لفظة "انا" .."
بل حاول أن تكون هذه الأفعال منسوبة للمجهول حتى لو كنت أنت فاعلها.
وكثيرا ما كنا نرى بعضا من الدعاة ينسبون قصصا وأحداثا للمجهول رغم أنهم هم أصحابها وصانعوها، حتى لا يبدو كلامهم من قبيل التعالى على الآخرين أو المن من جهة، وثانيا حتى لا يكون اختلاف محاورك معك سببا لرفض هذه الافكار كونها نابعة منك وانت تمثل موضع اختلاف له، ومن جهة أخرى فى محاولة للحفاظ على إخلاص العمل وبقاءه سرا بين العبد وربه.
نتابع إن شاء الله فى المرة القادمة الاستعداد لعملية الحوار
هذا الموضوع يندرج تحت إتقان حياة الحوار
جزاك الله خيرا
نقطة محورية ألا ينجر المحاور إلى الخروج عن سياق الموضوع والانزلاق لحظوظ النفس والدفاع عن النفس ونسيان قضية الحوار والابتكار والتجديد في الوسائل بل وفعل وقول الكلمات غير المعتادة أو المتوقعة مما يترك أثرا كبيرا لدى الآخرين
برنامج سياحي جورجيا 7 أيام