الكـــ ق ــــــلب الطيب



قبل أن نبدأ:

1- وصلنى تعليق على الموضوع الماضى من شخص أعزه جدا وأقدره وأحترمه هو د.احمد عبد العاطى، ويعلم الله مدى فرحتى لزيارته وتشريفه للمدونه وتعليقه الكريم واقترح الدكتور احمد أن ندشن حملة لايقاظ الإيمان ومراجعة النفس وأن لا يطغى الاهتمام بالسياسة والانفتاح على اهتمامنا بإيمانياتنا واعلائها. وان شاء الله دكتورنا الفاضل أفكر وادعو جميع الزوار الكرام للتفكيرفى كيفية تفعيل هذه الفكرة من خلال المدونات ، خاصة انى جديد عهد بعد بعالم المدونات ونحن مقبلون على فترة الأجازة الصيفية ويمكننا أن نستفيد استفادة جيدة جدا منها فى هذا المسار.

2- كل الدعوات القلبية لكل الطلاب فى فترة الامتحانات المقبلة، نسأل الله أن يثبتكم ويكرمكم ويفتح عليكم ويوفقكم وأن تنتهى هذه الفترة على خير حال وأحسن أداء إن شاء الله

3- فى الفترة الماضية على مدار عدة أيام أثيرت قضية حول امتهان حقوق الكلاب فى مصر فبدأت بشكوى بريجيت باردو من تجاهل مبارك مطالبتها بحقوق الكلاب المصرية وأعقبها تكليف مبارك لوزير الزراعة بإعداد تقرير حول الحيوانات الضالة ثم سفر وزير الزراعة لفرنسا لاقناع الهيئات الدولية باحترام مصر لحقوق الحيوان
كل ذلك ذكرنى بموضوع كنت كتبته سابقا بعنوان الكـ ق ـلب الطيب ، وأترككم الآن مع الموضوع

الكـ ق ـلب الطيب

عائدا للمنزل بعد صلاة الفجر في هذا النسيم الجميل، وفي وسط هذا الهدوء والسكون الذي بغطي أرجاء المكان، والذي لم يقطعه سوى صوت نباح بعض الكلاب العالي والذي انطلق يشق هذا السكون من جوار صندوق القمامة في الحي الذي أقطنه، توجهت بنظري لمصدر الصوت لأجدَ كلبان، أسوَد وأصفر، يتصارعان ويقوم كل واحد منهما بـِ "عضّ" الآخر، والأسود يسيطر على الموقف تماما، أما الأصفر فقد استسلم حينما لم يجد في نفسه القوة لمواجهته، وفجأة توقف الكلب الأسود عن مهاجمة زميله وتركه وذهب ليكمل وليمته الثمينة من أكياس الفضلات الملقاة بجوار صندوق القمامة.

دُهشت من الموقف بشدة، وتساءلت ترى هل الكلب يحمل عقلا يدرك به أن خصمه قد استسلم!! أم أن له قلبا طيبا كبيرا ليشفق عليه بعد أن رآه ضعيفا لا يقوى على مصارعته؟! وترى هل لو كان العراك بين شخصين من بني البشر هل كان أحدهما ليترك الآخر إذا شعر بضعفه واستسلامه؟!

وفي نفس المكان..

تركت المكان صاعدا للمنزل لألحق من جديد بركاب النائمين وأستكمل الأحلام ...

ولكن الأيام أبتْ إلا أن تجيب سؤالي إجاباتٍ عملية، فمن عجيب أقدار الله وبعد يومين فحسب استيقظت مبكرا على صراخ وجلبة تأتي من الشارع، فتحت النافذة لأنظر ما الذى يحدث، فإذا بشخصين - ومن عجبٍ عجيب - في نفس المكان بجوار صندوق القمامة يتصارعان، ولكن هذه المرة - وحينما تكون المعركة بين بني البشر - فإذن لا مجال هنا للرحمة أو التسامح ولن تنتهي المعركة بأقل من الدماء، وهذا ما حدث، أحدهما يكيل للآخر الضربات حتى شجّ رأسه وسالت دماء الآخر تروي ملابسه وتسيل على وجهه، ولكن كل ذلك لم يشفع للأول ليترك الآخر ويفلته من قبضته إلا بعد أن تدخل المارة من البشر ليفصلوا بينهم!!

تعجبت للغاية، وظللت أتساءل: هل وهبنا الله العقل وحرم منه الكلب ليكون عقلنا على حساب إنسانيتنا وآدميتنا ؟! هل وهبنا الله العقل لنستعيض به عن نعمة القلب والمشاعر؟


وتستمر التساؤلات


وتظل تتقافز للذهن صور عائشة حسن مالك ودمعها وصور معاذ شوشة وأنس حسن وأتساءل أين هى قلوب من حرم براءة هؤلاء الأطفال من أن يكونوا فى أحضان آبائهم،أين قلب من حرمهم من لمسة الأب الحانى وعطفه ورحمته بأبنائه؟؟

أتساءل عن قلوب زوار الفجر غير آبهين للبيوت وحرماتها وغير معنيين بالأطفال الصغار وفزعهم. أين قلوبهم بعد أن رحل د.حسن الحيوان بعد خروجه من معتقلاتهم بأيام، أين قلوبهم وهم يحتجزون د.صلاح الدسوقى ليحرموه من أن يرافق والدته آخر محطاتها فى الحياة لترحل وفى ذهنها تساؤل عن مكان ولدها الذى غاب عنها فى مرضها دون أن تعرف أنه معتقل، وهو عنها بعيد مغيب خلف القضبان لا يعلم بموتها؟؟


أتساءل أين قلوب
هؤلاء الذين يبعيون أرض الوطن وممتلكاته بأبخس الأثمان نظير انتفاعات ومصالح شخصية مسلسل متكرر وليس آخر حلقاته بيع أرض ميدان التحرير بخمس ثمنها؟؟


أتساءل أين قلوب
هؤلاء الذين قرروا فى مجلس الشعب التلاعب بمستقبل الوطن باقرار تعديلات دستورية ترجع الوطن للخف سنوات وسنوات، وتبرئتهم للحكومة فى كارثة العبارة المصرية من دماء المصريين التى طفت على سطح البحر بعد أن قضمت أسماك القرش سوقهم قبل أن تغوص جثثهم ف البحر الأحمر ويبتلع الموج المشهد المخيف ويتظاهر البحر بالبراءة.. بالضبط مثلما نفعل كلنا؟؟.


أتساءل أين قلوب هؤلاء المحامين الذين يدافعون عن الفاسدين ووالمرتشين والمجرمين والقاتلين، وأين قلوب وكلاء النيابات فى قضايا الإخوان وهم يعلمون زورها، وأين تكون قلوب القضاة حينما يغفلون عن الحقائق والأدلة ولا يحكمون بالحق تحت ضغط التهديدات وبطش السلطة؟؟

أتساءل أين قلوب هؤلاء الذين أوقفوا الطفلة الصغيرة أميرة صاحبة ال 11 عاما فى شمس قنا الحارقة لتكون فى اتسقبال وزير التعليم يسرى الجميل فتصاب بضربة الشمس قبل أن تصعد روحها البريئة لمولاها تشكو له ما حدث؟؟


أتساءل أين قلوب هؤلاء الدحلانيون وهم يقتلون ويستبيحون دمائهم إخوانهم ويبيعون أرضهم وعرضهم وقضيتهم طمعا فى مال أو سلطة أو عرض زائل؟؟

أتساءل أين قلوبنا نحن ونحن نشاهد ونرى ونظل فقط نمصمص الشفاه ولا مانع من بعض الدموع تملأ مآقى العين لنشعر براحة الضمير قبل أن يجففها الهواء، دون أن نتحرك أو نبذل ما وسعنا وجهدنا لإعلاء راية الحق وللنهضة ببلدنا ووطننا وأمتنا؟؟

فعلا أيتها الكلاب تستحقين أن يًهتم لأمرك ويًحافظ على حقوقك فلك قلوبا يبدو أننا ضيعناها.


6 التعليقات:

  1. يلا مش مهم يقول...

    جعلي
    صاحبي
    الانسان بطبيعته كرمه ربه
    ووضع فيه من الخصال الطيبة الكثير والكثير ووهبه العقل والحكمة وسخر له الكون
    والحيوان لم يوهب العقل ولم يكلف بمهمة الاستخلاف في الارض
    فاذا قام هذا الانسان مع كل ما به من نعم بنسيان انسيانيته ومهمته الاسمي بتعير الارض وعبادة خالق الكون سيكون اكثر وحشية وضراوة من الحيوان
    لانه
    يمتلك العقل الذي يدبر به وتحت يده مقدرات الكون المختلفة
    ولذا فالانسان اما ان يعمر وينمي ويبني واما ان يدمر ويهلك بغي رادع او حساب الا من الله
    واذا فعل الثانية فستجد هيروشيما ونجازاكي امامك
    وستالين والعشرين مليون انسان الذي ابادهم والصرب ومذابح البوسنة والاسرائيلين وما يحدث في غزة والضفة
    والخمير الحمر وما فعلوه في كمبوديا وعبد الناصر وجرائمه في حق كل المصريين والنظام المصري وجهاز امن الدولة وهكذا
    وعندما تنظر الي هؤلاء فستتاكد من ان الكلب ارحم
    وهذا اذا تخلي الانسان عن مهمته الاساسية وصفاته وعقله
    ويللا مش مهم

  2. غير معرف يقول...

    المشكلة مش في الكلب انه ساب الكلب التاني لما حس انه استسلم
    انما المشكلة في الاتنتين البني ادمين اللي بيتعاركوا وكل واحد فيهم تفكيره في البشر اللي بتتفرج عليهم ومستنين يعرفوا مين اللي هيكسب فيهم
    كل احد فيهم عامل نفسه عنتر وهيقطع اللي قداموا رغم علموا ان الناس هتتدخل في الوقت المناسب علي فكرة احيانا يبقي الحل في الحالة دي ان الناس متعيرش العركة اي اهتمتم وهم هيسيبوا بعض لوحديهم لان مفيش متفرجين

  3. غير معرف يقول...

    أواااااااااه من كلاب البشر حين تنسعر فتصبح أكثر ضراوة ووحشية من أي وحش .. أحيييك يا دكتور على هذه الخاطرة الجميلة ولن اطيل عليك فقط أود سؤالك

    هل عرفتني أم طال الأمد فقست القلوب ؟؟

  4. غير معرف يقول...

    أتساءل أين قلوبنا نحن ونحن نشاهدونرى ونظل فقط نمصمص الشفاه ولا مانع من بعض الدموع تملأ مآقى العين لنشعر براحة الضمير قبل أن يجففها الهواء، دون أن نتحرك أو نبذل ما وسعنا وجهدنا لإعلاء راية الحق وللنهضة ببلدنا ووطننا وأمتنا؟؟


    اظن يا جعلوني ان هي دي المآساه الحقيقيه ان احنا بنتكلم كتير وبنشتغل قليل
    نفسي انام واصحي الاقي كل اخ(وانا اولهم) وكل غيور علي حال البلد دي عنده مشروع دعوي ومشروع اصلاحي وتنموي بيسخر كل ثانيه من وقته لانجاح هذه المشروعات
    مشروع دعوي بيصلح فيه من اخلاق الناس وبيربيهم علي القيم الاسلاميه الصحيحه ويفمهم الاسلام بمفهومه الشامل

    ومشروع اصلاحي وتنموي يصلح بيه حال المؤسسات الهزيله (المؤسسات التعليميه والاعلاميه والاقتصاديه والاداريه والرقابيه ..الخ) الموجوده في البلد

    مش عاوزين حلول ورديه مكتوبه علي الورق فقط عاوزين نكون موجودين داخل هذه المؤسسات لازاله ما بها من فساد وتفعيل دورها الحقيقي المنوط بها

    بجد يا جعلوني لو تميزنا في شغلنا الدعوي وفي شغلنا العملي مش هنلاقي الامثله السيئه اللي انت ذكرتها لان ساعتها هيكون موجود ان شاء الله الطبيب الملتزم المبدع في عمله
    والمهندس الملتزم المبدع في عمله والاقتصادي الملتزم المبدع في عمله والاعلامي الملتزم المبدع في عمله
    .........الخ


    ملحوظه اخيره :هوانت قعدت تفكر في الكلام ده كله وسبت الاتنين يتخانقوا لغاية ما واحد سيح دم التاني
    اخص يا جعلوني اخص مش كنت تنزل وتوريهم عضلاتك وقدراتك الخارقه

    سلام يا صاحبي

  5. خطــاب يقول...

    كالأنعام

    بل هم أضل

  6. أحمد عبد العاطي يقول...

    أخي د الجعلي
    السلام عليكم
    شكرا لك علي اهتمامك باقتراحي
    وشكرا لك علي قلبك الرحيم وحسك المرهف
    وسعدت بقدرتك علي توظيف الحدث واستدعاء مواقف واستدلالات ذات صلة
    وأدعو الله أن توفق دائما


Blogger Template by Blogcrowds


Copyright 2006| Blogger Templates by GeckoandFly modified and converted to Blogger Beta by Blogcrowds.
No part of the content or the blog may be reproduced without prior written permission.