الدعوي والسياسي ... الإشكالية والحل


منذ عدة أيام وأنا احاول القيام بصياغة مقال حول الدعوي والسياسي، والحمد لله انتهيت منه منذ قرابة الأربعة أيام ولكن حدثت تغيرات فى بنية المقال أثناء كتابته، ولم يتسنى لى الوقت لنشره بعد الانتهاء من الصياغة النهائية.

ووجدت الآن الفرصة سانحة لعرض المقال على المدونة، وأثناء وضعى له فوجئت بوجود موضوع شبيه لدى د. مصطفى النجار حول ذات القضية.

سأذهب لقراءة موضوع اخى الدكتور مصطفى وأدعوكم إلى الذهاب لقراءته ومن ثم العودة هنا لمتابعة هذا المقال، هذا بالطبع إن لم يستحوذ منطق وأسلوب وتنظيم د.مصطفى على ألبابكم وينسيكم أصلا اسم مدونة ومضات (-:
التمييز بين الدعوي والسياسي .. ضرورة أم انحراف ؟

ولست فى حاجة أن أؤكد أن السطور التالية هى تعبر عن رؤيتى الشخصية والتى قد تكون مخطئة بالكلية. والآن أترككم مع



الدعوي والسياسي ... الاشكالية والحل


دارت فى الفترة الأخيرة خاصة بعد طرح برنامج حزب الإخوان المسلمين الكثير من النقاشات حول العلاقة بين الدعوي والسياسي فى تجربة الحركات الإسلامية وفى القلب منها جماعة الإخوان المسلمين، وتنوعت زوايا النقاش والحوار فى هذا الأمر، ولذا كانت السطور القادمة هى محاولة لتجلية بعض الامور وتوضيحها فيما يتعلق بالنقاش فى هذه القضية، وسيكون ذلك من خلال تناول النقاط التالية.

1- تعريف الدعوي والسياسي فى المشروع الإسلامى

2- مناطق التماس بين الدعوي والسياسي

3- الدعوي والسياسي ونداءات بالترك أو الفصل

4- الحالة المصرية والبحث عن الحل الأمثل



أولا: تعريف الدعوي والسياسيى

يعتمد المشروع الإسلامى على فكرة "شمولية الإسلام" والتى تعنى أن الإسلام منهج حياة وأنه ينظم شئون البلاد والعباد، ومن هنا يقوم المشروع الإسلامى فى صياغته الحديثة كما يعرفه الأستاذ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين على أن الإسلام دين ودولة عقيدة وعبادة ، ووطن وجنس ، وخلق ومادة ، وسماحة وقوة ، وثقافة وقانون . وحكومة وأمة ، ومصحف وسيف...
لذا اتخذ هذا المشروع من كل المجالات المتاحة وسائل لنشر فكرته والوصول لغايته، فكان الدعوي والسياسي من أهم وسائل هذا المشروع.

الدعوي: وهو مصطلح يشير لمفهوم تربية المجتمع على جوهر الدين وارشاد المجتمع للخير والفضائل، ونشر القيم التعبدية والأخلاقية بين طبقاته المختلفة، كان ذلك بالخطاب الوعظى المباشر أو خطب الجمع والمساجد.
وربما يضيف البعض لهذا المصطلح العمل الخيرى كأحد أذرع العمل الدعوي.

السياسي: ولما كانت السياسة فى العصر الحديث هى أحد أهم –إن لم تكن أهم- عوامل التغيير والاصلاح، لذا فلم يتأخر المشروع الإسلامى من اتخاذها كوسيلة لنشر أفكاره وتطبيقها، من خلال ميادين العمل السياسي المختلفة ابتداء من المشاركة فى الانتخابات على مختلف أشكالها تصويتا وترشيحا كانتخابات المجالس المحلية والنيابية وقريب صلة بها اتحادات الطلاب والنقابات المهنية، مرورا بالمشاركة السياسية فى الفعاليات والندوات وانتهاج خط المعارضة السياسية فى بعض الأحيان، وانتهاء بتكوين الأحزاب والمشاركة فى الحكومات والمشاركة فى دوائر صناعة القرار السياسي فى بعض البلدان.


ثانيا: مناطق التماس بين الدعوي والسياسي

هناك ثلاث نقاط تماس تجمع بين الدعوي والسياسي

1- المرجعية: وهى هنا المرجعية الإسلامية من قرآن وسنة وفقه وشريعة، وتمثل المرجعية القواعد والمنطلقات التى يستقى منها السياسي أو الدعوي رؤيته وبرنامجه، كما تمثل تلك المرجعية الضوابط والحدود التى تحكم سيره فى أى من الخطين السياسي أو الدعوي

2- الهدف: وهو فى حالة المشروع الإسلامى بشقيه الدعوي والسياسي يمكن التعبير عنه ببساطة فى هدفين استراتيجيين على المدى البعيد وهما إصلاح العباد وإصلاح البلاد. ويكون ذلك عبر إعداد الفرد المسلم فالبيت المسلم فالمجتمع المسلم فالحكومة المسلمة..
وهنا يجدر التأكيد على أن الدعوي أو السياسي فى حالة المشروع الإسلامى مهما بلغت انجازاته ليس هدفا فى حد ذاته وإنما هو وسيلة للوصول للهدف الاستراتيجي الأسمى.

3- التنظيم والادارة: وهى العلاقة التى تدير وتحكم العمل بين الدعوي والسياسي، وتنظم تعامل أفراد المشروع الإسلامى مع هذين الشقين.


ثالثا: الدعوي والسياسي ونداءات بالترك أو الفصل

أمام هذه العلاقة المشتبكة بين الدعوي والسياسي فى نقاط التماس تلك، كانت هناك نداءات مختلفة لفض هذا الاشتباك، ومنها:


1- ترك أصحاب المشروع الإسلامى للعمل السياسي
وعلى الرغم من التقدير لمن ينادى بهذه الدعوة، إلا أنه أصبح من غير المقبول، بل ومن الصعب أن يتراجع أصحاب المشروع الإسلامى عن مساحات الأرض التى اكتسبوها فى مجال العمل السياسي حتى وإن رأى البعض بأنها قليلة أو غير مجدية ومؤثرة. فترك العمل السياسيى سيعتبر بمثابة انتكاسة وعودة للوراء بالمشروع الإسلامى ذاته، فضلا عما سيمثله ذلك من خذلان للمشروع الوطنى السياسي وإعادة تقليص مساحات الحريات وإضعاف صوت المعارضة.
أضف إلى ذلك اعتبار المنبر السياسى فى العصر الحديث كأهم ما يمكن به الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، وهو ما عبر عنه قديما الخليفة الثالث عثمان بن عفان بقوله: "إن الله ليزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن"

2- الفصل بين السياسي والدعوى "شمولية الفكرة لا شمولية التنظيم"
حل آخر يقترحه البعض بدلا من ترك العمل السياسي بالكلية أن يتم فصل الدعوي عن السياسي.
وبالنظر لنقاط التماس التى ذكرناها سابقا، فلا يجوز الفصل فى المرجعية. وإلا سمى السياسيى فى هذه الحالة بأى اسم غير أن يوصف بالإسلامى، فالسياسي الإسلامى يستمد من تشريعات الإسلام مرجعيته، فهو لا يترك قيمه وأخلاقياته فى هذا المسار، ولا يتخذ من الغاية مبررا لاستخدام أى وسيلة حتى لو كانت غير مشروعة، ولا يعتمد المخادعة والكذب والتضليل مبادئا لعمله السياسى.
كذا الدعوة بفصل السياسي فى الاهداف، يحيد بالسياسيى الإسلامى عن وجهته خاصة مع إيمان المشروع الإسلامى بأن السياسي ليس إلا وسيلة للوصول للأهداف كما ذكرناها سابقا.
ويبقى الخيار المطروح هو الفصل بين الدعوي والسياسي تنظيميا وإداريا، بمعنى أن يكون الدعوي كما هو الحال عليه فى جماعة كجماعة الإخوان المسلمين مثلا، ويكون السياسي من خلال كيان مستقل تماما فى القرار والإدارة عن الجماعة الدعوية.

وتتعدد مبررات من يرى بفصل السياسيى عن الدعوي تنظيميا، نذكر منها سريعا:

1- طغيان الجانب السياسي والاهتمام به على حساب الدعوي فى حال الجمع بينهما إداريا، مما يؤثر على الدور الأهم للدعوي تجاه تربية المجتمع وتنشئته على القيم والأخلاق

2- البطشة الأمنية التى تنال المشروع الإسلامى وتؤثر على شقه الدعوي، بسبب الارتباط التنظيمى بين الدعوي والسياسي، والذى يعتبر الأخير سببا رئيسا لبطش الحكام لاعتبار المشروع السياسي الإسلامى فى أغلب الأوقات متضمنا تحت المعارضة السياسية، ومهددا لمصالح الحكام وسلطاتهم.

3- ثقافة المجتمعات السائدة، والتى تتعامل دوما مع الجوانب السياسية بشيئ من الحذر والخوف، مما يجعل هذا الشعور يمتد ليشمل الجانب الدعوي فى حال اتصاله إداريا وتنظيميا مع الجانب السياسي

4- احتياج الشق السياسي لمرونة أكبر وسرعة حركة يقيدها ويبطئ منها ارتباط السياسي بالدعوي فى بعض الأحيان

5- وجود بعض الاختلافات فى الأهداف المرحلية والتكتيكية بين الدعوي والسياسي، مما يجعل حسم هذا الاختلاف يأتى بالضرورة لحساب جانب من الاثنين على الآخر.

6- انفصال السياسي يتيح فرصة أكبر لمشاركين من خارج أبناء المشروع الإسلامى والذين يتفقون مع المشروع السياسى حتى وان اختلفوا مع الدعوي، وهو ما يعكس نجاحا للمشروع الإسلامى فى أن يصبح تبنيه أمرا عاما ليس مقصورا على أبناء المشروع الإسلامى فحسب.

7- تأثر صورة الدعوي سلبا فى حال مزجها بالسياسي، وإمكانية امتداد الخصومة بين البعض والفكرة السياسية الإسلامية لتشمل الدعوى المرتبط به، ونقل الداعية من خانة الواعظ الناصح لخانة الخصم والمعارض السياسي.

رابعا: الحالة المصرية والبحث عن الحل الأمثل

قد تبدو فكرة الفصل بين الدعوي والسياسي منطقية ومبررة، بل وأيضا مثالية، ولكن يجدر أن لا تكون دراسة هذه الاطروحة مجردة عن الواقع الذى نحياه فى مصر والحقبة الزمنية التى نمر بها. والتى من ملامحها :

1- نظام حكم فردى، يسيطر عليه حزب واحد له رؤية معينة، ولا يتيح فرصة للتعددية السياسية ويستخدم الإجراءات الأمنية لحسم الصراعات السياسية ولفرض نفوذه وسيطرته.
2- شعب فى أغلبه غير مسيس، ولا نعنى هنا بأن الشعب بعيد عن متابعة الأحداث السياسية والحديث حولها، ولكن نعنى أنه من الممكن أن يتحرك الشعب لما يمس لقمة عيشه بشكل مباشر كما رأينا مؤخرا مجموعة من التظاهرات والاعتصامات العمالية، ولكنه بعيد كل البعد عن أن يتحرك لدوافع سياسية حتى وإن كانت تمس حياته الشخصية على المدى البعيد من تعديلات دستورية أو حتى قرارات سياسية برفع الدعم عن السلع الأساسية.
حتى أبناء جماعة الإخوان المسلمين كأحد اكبر الحركات الراعية للمشروع الإسلامي، يكون تحرك غالبية أبناؤها فى العمل السياسي ليس مبنيا على منطلقات ورؤية سياسية صرفة.
3- عملية انتخابية يلعب فيها الطابع القبلى والاحتياجات الشخصية دورا رئيسيا، مع انتشار نسبة الأمية حتى يكون الاختيار بين المرشحين بناء على رموز انتخابية "الجمل والمسدس .."
4- واقع عالمى، مصر ليست بعيدة عنه من محاربة للمشروع الإسلامى الوسطى ومحاولة اجهاض وافشال مشروعه السياسي.

وقبل أن نعرض لطرح آخر لحل الإشكالية بين الدعوي والسياسي، يجدر بنا الاتفاق على بعض الضوابط لاختيار هذا الحل :

1- أن لا يكون التفكير فى الصورة المثلى للحل انتصارا لرأى شخصى على حساب المنطق والمصلحة العامة
2- أن نتذكر أن كلا الأمرين الدعوي والسياسي ليسا سوى وسائل لأهداف وغايات أكبر
3- أن لا يتحول الحفاظ على الوسيلة إلى هدف فى حد ذاته، يطغى على التفكير فى الوصول للهدف الأصلى
4- ولكن أيضا علينا أن ننتبه إلى أنه ما لا يتم الواجب به فهو واجب
5- أن لا يكون الحل مبنيا على الورق والنظريات أو حتى على اقتباس بعض التجارب من هنا أو هناك، ويكون هذا بمعزل عن واقع المكان الذى يتم دراسة الحلول فيه
6- أن الخيارات فى الحل ليست اختيار صحيح وخاطئ، بل لكل حل وجاهته ومميزاته وعيوبه، ولذا سيكون الاختيار فى الأغلب ما بين صحيح وأصح وأنسب.
7- أن يكون النقاش حول الحيثيات والأفكار، وليس بحثا أو تقليبا فى الضمائر والسرائر

o بعد ما سبق واستعراض أهم مبررات الفصل بين الدعوى والسياسي، مع الوضع فى اعتبار خصوصية الحالة السياسية المصرية وملامحها وكذا ضوابط اختيار الحل الأمثل.

أرى أن التخصص هو الحل الأنسب والأصح للوضع المصرى الراهن وفى المرحلة الزمنية الحالية.

ويرجع ذلك للتالى:


1- أن العمل السياسي لا يتجاوز 10% فى حجمه بين المستهدفات الرقمية للمشروع الإسلامى، وأنه لا يمثل سوى قمة جبل الثلج ولكنه يمثل الجزء الظاهر والذى يسلط عليه الإعلام فى أعمال المشروع الإسلامي، فى حين يختفى أكثر من 90% من العمل وهو الجانب الدعوي والخدمى والاجتماعى تحت السطح بعيدا عن الأضواء، وبالتالى لا يُخشى على تأثر الدعوي بالسياسي.
ولعل القريبين من دوائر ادارة الأعمال والخطط فى جماعة كجماعة الإخوان المسلمين يلمسون هذه النسب فى مستهدفات خططهم وأعمالهم.

2- أن النظام الحاكم لا يفرق بين المشروع السياسي المعارض وهل هو إسلامي أم غير إسلامي، ولا يميز فى الإسلامى منه ما بين هو إخوانى التنظيم أو لا. فالكل يصنف تحت خانة المعارضة التى لا يجب أن يسمح لها بالتواجد والحركة، ودليل على ذلك رفض لجنة الأحزاب ل 11 حزب معارض ليس بينها سوى حزب إسلامى وحيد وهو غير إخوانى التنظيم.
فلن يضيف فصل السياسي عن الدعوي مساحة للسياسي وإمكانية قبوله فى الحياة السياسية.

3- أن محاربة الدعوى لا تنبع فحسب من اقترانه بالسياسي، وانما هناك محاربة للدعوي فى حد ذاته مرجعها أمرين، الأول مسحة من الفكر العلمانى، واستخدمت كلمة مسحة لأن النظام لا يعطى للفكر مساحة كبيرة فى قراراته وتصرفاته.
والثانى هو تعامل النظام مع الدعوى –حتى الخالى منه من السياسة- على أنه وسيلة لتجميع الشعب وإيقاظه من سباته حتى لو كان ذلك من بوابة القيم والعبادات، وهذا ما لا يريده النظام أيا كان مسماه أو غايته.
والمثال على ذلك نموذج ا.عمرو خالد وايقاف نشاطه الدعوى فى مصر فى فترة ما اضطره للسفر إلى خارج مصر لكمال هذذا النشاط، برغم أن عمرو خالد هو الصورة التى يدعو البعض جماعة الأخوان المسلمين للتشبه بها فى فصل الدعوي عن السياسي، كذا سيطرة الدولة على منابر الدعوة واضاعتها فى المجمل لقيمة خطبة الجمعة ومكانة الأزهر و...

حتى وإن تم الفصل بين السياسي والدعوي فسيظل فى عقلية النظام أن الدعوي هو الرافد والمنبع الأساسي للسياسي، والذى سيظل معنيا بتجفيفه والقضاء عليه بالبطشة ألأمنية والهجوم الإعلامى.

4- أن الحالة المصرية تحتاج لدعم شعبى هائل وقوى لمشروع سياسي يخرجها من دائرة الحزب الواحد والتسلط التى تعيشها مصر الآن، ولن يتأتى ذلك الدعم الجماهيرى والتأييد الشعبى فى الوقت الراهن لمشروع سياسي فكرى على حدته أيا كانت أيدلوجيته، حتى وإن كان رائعا كل الروعة فى برنامجه وطرحه، فى ظل شعب ينأى بنفسه عن خوض غمار السياسة بمفهومها الصريح والمباشر.

5- أنه من شأن وجود رابط بين الدعوي والسياسي ، أن يعمل على تغيير الثقافات السائدة لدى المجتمع من البعد عن الحياة السياسية والخوف منها ورهبة المشاركة فيها، وذلك من خلال قيمة عقائدية بضرورة الإصلاح ومحاربة الفساد وإنكاره والوقوف فى وجه الظلم والتصدى له.


على أن هناك مجموعة من الملامح الهامة التى تحفظ للتخصص صفته ولا تضيع أثره وتضل طريقه:

1- أن يكون للسياسي خصوصية كاملة فى اتخاذ قراراه وتبيان موقفه واطروحاته، ومن ثم عرض تلك المواقف على دائرة صنع القرار والتى تراعى خصوصية هذا الملف وخصوصيته العلمية.

2- مع حفاظ السياسي على مرجعيته وأهدافه، أن يكون له لغته الخاصة التى تناسب قواعد اللعبة السياسية، وأن لا يغلب على خطابه استخدام مفردات الدعوي أو الوعظى.

3- أن يكون للسياسي رجاله المختصون بهذا الأمر، ممن لديهم القدرة والكفاءة والدراسة العلمية لجوانب هذا المجال.

4- أن يتم تنمية الجانب السياسي لدى عموم أبناء المشروع الإسلامى، ليس بهدف أن يعملوا جميعا به ويتخصصوا فيه، ولكن حتى يتوفر لديهم على الأقل القدر الأدنى من المعلومات المطلوبة لاستيعاب هذا المجال وطبيعته، و تفهم لغته السياسية وأهدافه التكتيكية المرحلية والتى قد تختلف عن لغة وأهداف الدعوي المرحلية.

5- أن يكون لدى الجزء السياسي القدرة على توفير مساحة مناسبة للمشاركة من قبل من يتعاطف مع البرنامج السياسي حتى وإن كان غير متفق مع الجانب الدعوي، وحتى عن كان قبطيا يختلف تمام الاختلاف فى العقيدة مع المشروع الإسلامى.


هذا وسيظل السؤال عن العلاقة بين الدعوي والسياسي، دوما سؤالا متجددا وستكون اجابته مرهونة بتغير الحال والظروف. ولكن يبقى الأهم هو أن لا ينشغل أبناء المشروع الإسلامى بشقيه الدعوي والسياسي بالبحث عن إجابة هذا السؤال تاركين ميدان العمل والاجتهاد، وأن لا يكون نقاش هذه النقاط من قبيل الترف الفكرى، وإنما يكون هناك عمل دءوب يصاحب التفكير عن الحل الأمثل رغبة فى تطوير المشروع الإسلامى والارتقاء به.

------------------------------

مراجع لمزيد من الاستيضاح حول هذا الموضوع
:
1-
لهذه الأسباب.. لا سياسة في الدعوة! علاء سعد حسن

2- أيها الإخوان: لا تتركوها .. فقط افصلوها علاء سعد حسن

3- الدعوة قبل السياسة .. ولكن؟؟ د.رفيق حبيب

4- الدعوي والسياسي.. نقطة التنظيم الحرجة د.رفيق حبيب

5- الدعوي والسياسي من منظور دعوة الإخوان ا.سيد نزيلى

6- عَوْدٌ على بَدْء.. هل يجوز فصل السياسي عن الدعوي؟ ا.سيد نزيلى

7- العوا: أدعوا الإخوان لترك العمل السياسي حوار مع د.محمد سليم العوا

8- العريان: العمل السياسي سبيلنا للإصلاح حوا مع د.عصام العريان

9- الإخوان المسلمون وتحديات المستقبل د.عصام العريان

10- معايير نجاح الحركات الإسلامية .. الإخوان نموذجا ا.إبراهيم الهضيبى

8 التعليقات:

  1. دكتور حر يقول...

    سلمت اناملك يا دكتور أحمد والله على المقال
    الرائع
    المتكامل
    المنصف

    **********
    لكن فقط يضاف الى اشكاليات الفصل الذي هو أفضل قلة الرواحل والتي هي من أكبر المشكلات الحاليه "المتميزين"

    بارك الله فيك ودمت بكل خير

  2. عبدالرحمن الشافعي يقول...

    السلام عليكم
    والله أنامن أول ما دخلت المدونة
    قرأت الإسم
    عرفتك..بس إنت مظنش ما تعرفني
    بس ما شاء الله موضوع رائع وجميل مع إنه طويل بس قرأته كله

    وإنت ليك عندي تاج في المدونة
    يلريت تجاوب عليه

    أخوك إبن..الدكتور محمد الشافعي

    عبدالرحمن

  3. محمود سعيد يقول...

    لا أظن أنى محتاج أعلق على مضمون الفكرة المكتوبة ، لأنى متفق معاها بكل تأكيد

    لكن المشكلة إنه وللأسف هذه الرؤية غير واضحة لدى أساتذتنا
    ولا تزال مشوشة

    ففى معرض الحديث عن التمييز بين الدعوى والسياسى
    يدور الكلام أحياناً حول التمييز بين الوعظى والسياسى ، اللى هو موجود حالياً بالضرورة

    وأحياناً أخرى يدور الحديث حول لما يجى وقتها يبقى يحلها ربنا :-)

  4. ومضات .. أحمد الجعلى يقول...

    دكتور حر
    --------

    دوما اجدك تحجز المقعد الأول فى التعليقات فى العديد من المدونات
    (-:

    ربنا يكرمك يا دكتور ويسلم لنا صوتك الرقراق كما سمعناه فى القرآن والأناشيد

    وبالنسبة للغضافة التى قلتها فهى فعلا إضافة غاية فى الأهمية

    عبد الرحمن ياسين
    -------------
    يااااااااااه، ازيك يا عبد الرحمن واخبار الوالد وإخوتك.
    انا يمكن لم ألتقى بك من قبل، ولكن بالطبع أعرف الوالد جيدا ربنا يحفظه، وزارنى أحد إخوتك فى القاهرة مرة منذ 3 سنوات تقريبا لو يفتكر واسألهم كده
    (-:

    ومشكور يا سيدى على التاج وربنا ييسر ونحاول نرد عليه إن اتيحت فرصة قريبا

    محمود سعيد
    ---------

    مرحبا بمرورك اخى الكريم وبتعليقك الذى اسعدنى.
    وحقيقة لا أعلم هل تغيب احيانا تلك الرؤية عند صناع القرار، أم ان هناك وراء الكواليس أشياء تدور لا نعلمها؟!!

    على اى حال هذا مجرد صوت ورأى

  5. غير معرف يقول...

    حياك الله يا دكتور احمد
    ايه الجمال ده
    بالفعل من افضل ما قرأت في قضية التمييز او الفصل بين الدعوي والسياسي
    واوضحت نقاطا كثيرة
    يمكن بعد ما قرأت تدوينة د.مصطفي علقت عليها بان نراعي الواقع المصري في حديثنا هذا ، ولا نجتزأ الموضوع في نقل تجربة من دولة اخري فواقهنا يختلف كثيرا عن اي دولة اخري

    جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنك

  6. فوضى منظمة يقول...

    دكتور جعلي .. انت فعلا فنان من فناني فن التنظير .. جزاكم الله خير .. بس بصراحة انا مش بالع فكرة التمييز بين ما هو سياسي او دعوي .. ما هو في الاخر كله حاجة واحدة زي ما حضرتك قلت .. ومن هذا المنطلق ففكرة التخصص والاستقلاليه مش حاسس انها هتبقى موفقة ..وهتعمل اشتباك تنظيمي رهيب .. الحل انه لازم من يعمل في الدعوة ان يتمتع بحنكة سياسية .. والعكس صحيح .. الا ينسى من يشتغل بالسياسة انه داعية .. وبدون هذا المفهوم مهما حاولنا فك الاشتباك والتمييز فستصبح هناك مشكلة ان لم تكن على الاقل داخلية فستكون مشكلة جليه اما الناس والمجتمع اللي هو المنتج الدعوي في الاخر..وزي ما هو حاصل دلوقتي.. يعني زي ماحضرتك قلت قبل كده ان دي مشكلة ثقافة ليس اكثر ولا اقل .. دي وجهة نظري في الموضوع .. أرجوا ان اكون وضحت فكرتي يا دكتور .. وجزاكم الله خير .. وبالتوفيق

  7. ومضات .. أحمد الجعلى يقول...

    عبد الجواد
    ---------

    أستاذى سعدت جدا لمروركم وتعليقكم، وسعدت اكثر لوجود توافق فيما طرحت مع رأيكم بخصوص الاهتمام بالحالة المصرية فى النقاش.

    جزاكم الله خيرا على المرور ويكفينى من الموضوع أنه حظى بتعليقكم


    فوضى منظمة .. شاهنشى
    --------------------
    اخى الباشمهندس .. اتفق معك فى نقطة انه لا ينبغى ان ينفصل السياسي عن دوره ومهمته كداعية بالأساس حتى وإن اختلف أسلوب دعوته، وفى ذات الوقت لا ينفصل الداعية عن إلمامة وخلفية سياسية.
    والمعنى بالتخصص هو التخصص الإدارى فحسب فى إدارة العمل من خلال لجنة أو قسم خاص لا ينفصل بالكلية عن الجماعة والدعوة الام.
    لا ادرى اهذا ما أردت أن تقوله أم ان هناك نقطة لا أفهمها مثل قصتك الاخيرة بتاعت الراجل اللى قام ثم جلس ثم وقع!!!

    وبعدين معلش سؤال محيرنى... هوا مين "حضرتك" اللى انت بتكلمه فى تعليقك ده؟؟

    انت بتحاول تتصنع الاحترام أمام الزوار علشان يتعاطفوا معاك فى معركتنا النحوية المستمرة؟؟ تحب أقول لهم قائمة الكلمات اللى بتوصفنى بيها لما بنتقابل؟؟

    اما صحيح عالم بلغتين وبخطابين كمان

    (-:

  8. Harry Potter يقول...

    ايه يا دكتور كده بس ، انتا المفروض دكتور يعني ملاك رحمة في الارض مش اداة احباط لينا ... انا علي فكرة مدون جديد وعامل قلق باه علشان المدونة الجديدة بتاعتي وبعدين حظي اللي زي الفل جابني هنا وقرات الموضوع وعرفت اني مش لازم اكمل في موضوع المدونات ده .. علي العموم اتمني انك تزور مدونتي علشان لو عندك تعليق عليها علي الموضوعات او حتي التصميم ..علشان استفيد من خيرتك ... وربنا يكرم ان شاء الله ... اخوك مدواي الجروح


Blogger Template by Blogcrowds


Copyright 2006| Blogger Templates by GeckoandFly modified and converted to Blogger Beta by Blogcrowds.
No part of the content or the blog may be reproduced without prior written permission.