نعم .. الإخوان خطر على أمن مصر


فى تصريحاته الأخيرة لجريدة الأسبوع صرح سيادة رئيس الجمهورية بأن الإخوان المسلمين خطر على أمن مصر. ومن السهل أن نقف أمام كلمات هذا التصريح الثلاثة، " خطر - أمن - مصر" الكلمتان الأولى والثانية "خطر – أمن" معروفتان، أما الثالثة "مصر" فللأسف غير معروفة.

ترى ما هى مصر المقصودة فى العبارة هل هى مصر التى نعرفها نستنشق حبها نقدم أرواحنا فداء لترابها؟ هل هى مصر الحضارة والتاريخ والأصالة؟ هل هى مصر الثقافة والابداع والتميزوالريادة؟ هل هى مصر أم الدنيا؟

أم ترى المقصود فى العبارة بمصر هى مصر الأخرى؟ مصر التى لا نعرفها، مصر التى أطلق عليها زورا اسم مصر واسم مصر منها براء، مصر المظلمة الكئيبة، مصر الفساد والمحسوبية والرشاوى، مصر التخلف والأمية والبطالة، مصر الاستبداد والقهروالبطش، مصر الحزب الواحد والرأى الواحد، مصر الحزب الوطنى؟

بالتأكيد إن كان الكلام عن أن جماعة الإخوان المسلمين خطر على أمن مصر الحزب الوطنى فهو كلام صحيح مائة بالمائة.

فجماعة الإخوان المسلمين على مر تاريخها كانت لسان الشعب الناطق وقلبه النابض.

فجماعة الإخوان المسلمين هى اليد التى ساعدت الأمة على حفظ معدنها وثقافتها أمام محاولات التغريب وطمس الهوية.

فجماعة الإخوان المسلمين هى الصدر الواسع الذى احتوى الشباب من أن تعبث برأسه أفكار التطرف والارهاب، أو أن تهزمه دعاوى اليأس والإحباط.

فجماعة الإخوان المسلمين هى الأب المخلص الذى يربى كوادر شباب الوطن ليكونوا فى يوم ما قادة على قدر المسئولية وعلى قدر مهمة النهوض بوطنهم وهمومه وأحلامه وآلامه.

فجماعة الإخوان المسلمين هى من اختارها الشعب فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة لتكون كسرا فى جدار احتكار الحزب الوطنى لقرارات ومصير الوطن وفق أهواء البعض دون اعتبار لإرادة الشعب ولا طلباته وآماله.

فجماعة الإخوان المسلمين هى من أوجد شكلا مختلفا للحياة السياسية وسط بحر راكد من التجمد السياسى وحكم وتفرد الحزب الواحد.

فجماعة الإخوان المسلمين هى من يتصدى لمحاولات الفساد والافساد فى مقدرات الوطن وثرواته وممتلكاته، وتفضح الفاسدين وتواجههم عبر نواب الشعب وعبر مؤسسات المجتمع المدنى والصحافة الحرة.

فجماعة الإخوان المسلمين هى من تؤازر كل من يسعى للإصلاح وتربت على كتفه وتجعل من نفسها ظهرا وسندا له، لا ترغب فى تقلد المناصب والوزارات، بل غاية أبنائها أن يكونوا الساعد الأيمن لكل مخلص يتحرك بهذا الوطن لبر التقدم والاصلاح والحضارة.

فجماعة الإخوان المسلمين كانت وستظل دوما فى صدارة المطالبين بحقوق هذا الشعب واسترداد كامل حريته، وإن قدمت فى مقابل ذلك من أرواح أبنائها ومن حرياتهم ومن زهرات أعمارهم على أعواد المشانق أو بين جدران المعتقلات والسجون.

فجماعة الإخوان المسلمين وأفرادها هم من تحمل ويتحمل من عذاب وتنكيل وهوان من أجل مطالبتهم بالإصلاح لوطنهم مصر الذى أحبوه، ولم ينصبوا أنفسهم قضاة على جلاديهم بل احتسبوا كل ذلك الظلم والقهر والبأس والتنكيل والتعذيب عند قيوم السماوات والأرض، ليأخذ لهم بحقهم فى يوم عصيب تشخص فيه أبصار الظالمين. ولم ولن تمتد أيديهم يوما لتمس مقدرات بلدهم بسوء مهما اشتد سوط الظلم ويد البطش عليهم.

فجماعة الإخوان المسلمين كانت وستظل يدا حانية تمتد للطبقات الفقيرة المعدمة من الشعب بالكساء والدواء والغذاء فى وقت تزداد فيه القطط السمان جشاعة وطمعا فى كل ما فى يد المواطن المصرى الفقير من لقمة عيش.

فجماعة الإخوان المسلمين هى صمام الوحدة الوطنية واحتواء الأزمات والمثال الواقعى الحيى لعظمة الإسلام فى التعامل مع المخالفين فى الدين والعقيدة، وخطت بمشروعها الحضارى أروع نموذج للمواطنة والوحدة والطنية بين أبناء الوطن الواحد.

فجماعة الإخوان المسلمين هى المحضن للحفاظ على مفهوم إسلامى وسطى لا يشوبه إفراط ولا تفريط،مفهوم إسلام يهتم بالباطن والجوهر قبل أن يهتم بالخارج والمظهر،مفهوم إسلامى يعمر الدنيا بالدين وتبنى به النهضات وتنشأ على ضفاف قيمه الحضارات.

فجماعة الإخوان المسلمين منها العلماء والأدباء والمفكرين والمدرسين والأطباء والمهندسين والعمال والفلاحين ممن بذل العرق والجهد بإخلاص وتوانى لرفعة هذا الوطن وتقدمه وتطوره دون انتظار أجر أو جزاء أو شكور.

نعم سيادة الرئيس .. الإخوان المسلمون هم خطر على أمن مصر الحزب الوطنى، ولكنهم فى الحقيقة صمام أمان مصر الحرة الأبية التى تمنعت على مدار التاريخ من أن تنحنى لمحاولات تركيع أو تغييب أو استبداد أو احتلال.

ومهما قيل عن هذه الجماعة ومهما نكل بأبنائها فلن يبرح الإخوان المسلمون أماكنهم فى مقدمة الصفوف المطالبة بالاصلاح حتى تعود مصر لمكانتها وتقدمها وحضارتها. ولن يبخلوا يوما أن يقدموا أرواحهم فداء للوطن إذا طلب الوطن منهم ذلك، ولن يتأخروا يوما فى بذل كل جهودهم وفكرهم وطاقتهم وعملهم لرفع راية مصر كما كانت وكما تستحق راية خفاقة عالية أبية.

1 التعليقات:

  1. غير معرف يقول...

    اخي احمد ... السلام عليكم.. كنت اود ان انال شرف اول من يعلق على هذه التدوينه التي سيكون لها شأن ان شاء الله بس مش مهم انا وميجو ميجو واحد

    ارى في المدونه ما كنت انتظره منك يا جعجوعي..ارى الاسلوب الادبي الجميل مع الطرح والفكره المتميزه وارجو ان تواصل الكتابه و نخش في الموضوعات الساخنه ... بالتوفيق


Blogger Template by Blogcrowds


Copyright 2006| Blogger Templates by GeckoandFly modified and converted to Blogger Beta by Blogcrowds.
No part of the content or the blog may be reproduced without prior written permission.