1- هناك نقاشات كثيرة منذ خرج برنامج حزب الإخوان للنور، وكانت هناك العديد من الكتابات التى أثرت الموضوع وتفاعلت معه بالايجاب أو السلب، ولكنى لا زلت أرى كما كتبت فى مقال لأمواج التغيير نشره مشكورا الدكتور مصطفى النجار أن أزمة الثقافة هى ازمتنا الأم، ولذا سنحاول فى الفترة المقبلة من حياة المدونة إن شاء الله أن نولى الموضوعات الفكرية والتى تتعلق ببناء الثقافة مساحة أكبر من الكتابة.
2- عاش حياته بعد الجامعية متنقلا من غربة إلى غربة، حتى أصبح الآن غريبا فى بلد غير البلد والأصعب هى غربته المعنوية وهو يحول للمحاكمة العسكرية رغم أنه من شرفاء وعلماء هذا الوطن، ولكن على اى حال كما قال رسول الله :"... فطوبى للغرباء". تابعوا الدكتور أحمد عبد العاطى فى مدونته غربة
3- تاج فكرى ثقافى جميل أرسلته لمجموعة من المدونين اختنا الكريمة منة صاحبت مدونة طيف بعنوان الدين .. الميزان أم الموزون؟ ، إن شاء الله نحاول الإجابة عليه قريبا وإن كنت لا أظننى سأضيف جديدا لما قاله المدونون الأفاضل الذين اجابوا عليه
3- وما دمنا نتكلم عن عالم الأفكار والثقافات فلا تنسوا أن تقرأوا لأستاذ مجدى سعد علموا أنفسكم الانصاف والاستيعاب وعدم جلد الذات
والآن لمن ضاع منه شهر رمضان أو افتقد الطاعات من بعده، تعالى معى فى قصة
تأتى من هناك مسرعا لاهثا تتقطع أنفاسك منحنيا ظهرك تضع يديك على ركبتيك فاتحا فمك ليكمل ملأ رئتيك بالهواء الذى ينقصك من الأنفاس المتلاحقة.
مرسوم على وجهك علامات الأسى وفى عينيك دمعة متحجرة لا تعرف طريقها للنزول، تنظر إلى مكان السوق الذى كان منذ قليل ممتلئا بالناس والحركة والحياة ولكنه لتوه قد انفض ولم يبقى منه إلا بواقى أطلال، ترى بعينيك الأطفال الصغار وهم يرفعون بأيديهم الرقيقة الزينات والفوانيس التى كانت رمز بهجة وفرح واحتفال.
تتحامل على نفسك وتسرع فى الخطى من جديد بعض خطوات إضافية لتصل لقاعة الاحتفالات والمهرجانات، تفتح بابها يحدوك أمل وتتصاعد أنفاسك أكثر فأكثر خوفا من أن يكون ما تخشاه بالفعل قد حدث..
تطل برأسك داخل القاعة ..
تتسع حدقتا عينيك وللحظة يتوقف لهاثك وأنفاسك ...
بالفعل قد حدث ما حدث، ووقع ما تخشاه، قاعة الاحتفالات فارغة والمقاعد المتراصة ليس بها جنس بشر، قد احتفل الجميع وأخذوا جوائزهم ومضوا لحال سبيلهم.
لم تعد قدماك تحملانك .. تجلس على الأرض مسندا ظهرك للحائط من خلفك،مطرقا برأسك مغمضا عينك تتجرع غصة الألم والحسرة فى حلقك.
نعم لقد انقضت تلك الأيام المعدودات، وانفض السوق الذى ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، وذهب الناس بعد أن احتفلوا بصومهم وقيامهم ودعائهم ونالوا جوائزهم فى يوم الجائزة وفرحوا بصيامهم الفرحة الأولى عند فطرهم، ولا زالوا يدخرون فرحتهم الأخرى عند لقاء ربهم.
تعود بذاكرتك للوراء تؤنب نفسك وتعض على شفتيك فقد تأخرت للاستعداد والحضور، كان الناس من حولك يتسابقون ويهرعون إلى الله بذكر وصيام وقيام ودعاء وقرآن، وكنت أنت لاه ساه، لم تدرك عظم هذه الأيام وبركة هذه النفحات إلا بعد أن فات الأوان، وبعد أن سبق المجتهدون بالجوائز والأجر، وبعد أن فاض عليهم الكريم برحماته وفضله وثوابه وعتق رقابهم من النيران.
تعود من جديد لتقف على قدمين لا تكادان تحملانك.. تجر خطواتك يائسا حزينا بعيدا عن السوق، باكيا على حالك وحزينا على خسرانك.
تسير تائها لا تعلم أى وجهة تسير لها، تفكر فى الأمر .. مادام رمضان قد فات، إذا فلأكمل حياة اللهو والمجون، مادام الأجر العظيم والثواب الجزيل قد ضاع فلأستمر فى حياتى التى كنت عليها من غفلة وبعد عن الله وتقصير فى الطاعات وإسراف فى المعاصى والذنوب، توعز إليك نفسك بأنك هكذا ولن تكون إلا هكذا، عبد مقصر مفرط فى أواخر الصفوف، بعيد عن الرحمات غارق فى الشهوات.
تزداد أسى فحديث نفسك لك يلمس الحقيقة فلتوك قد فقدت أعز عزيز يفتقد شهر رمضان، ولكن تفقده دون أن تجد من يواسيك ويربت على كتفك ويمسح دمعك فالكل من حولك قد احتفل وذهب مسرورا سعيدا بجائزته، ذهب ليرتاح من طول عمل وقيام فى أيام وليالى رمضان.
تمشى مطرقا وتكاد أن تغادر المكان، فإذا بك تسمع صوتا يتردد من قاعة الاحتفالات، تعاود الخطى مرة أخرى عائدا لها.. تشخص عيناك وترهف السمع فإذا بك تسمع هذا النداء يتردد : " ... أهل طاعتي أهل محبتي , أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي . إن تابوا إلى فأنا حبيبهم . و إن أبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب . من أتاني منهم تائبا تلقيتة من بعيد , و من أعرض عني ناديته من قريب . قائلا : عبدي .... أين تذهب ؟
ألك رب سواي ؟ الحسنة عندي بعشر أمثالها و أزيد . و السيئه عندي بمثلها و أعفو . و عزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم"
نعم صِدقٌ ما تسمع، إنه النداء من رب العزة والجلال لك أنت يامن تاه منك شهر رمضان وغرقت فى المعاصى وبعدت عن رحمات الله، "إن تابوا إلى فانا حبيبهم وإن أبوا فأنا طبيبهم" يالرحمة الله. أبعد هذه الرحمة رحمة؟!! وبعد هذا الكلام كلام، واسمع قول الله تعالى: "قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"..
أما زلت تائها تتنكب الطريق وتضل السعى وتهدر العمر؟، أما آن لك أن تتنبه وتفيق، وأن تتوجه لخالقك ومولاك؟؟، "ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق.."؟.
أسرع هيا إلى ربك فأبواب رحمته لا زلت مشرعة مفتوحة، ومغفرته قريبة قريبة، أدرك أمرك وعد إلى ربك وانهل من تلك الكنوز الرمضانية التى لم تنتهى بعد.
1- فغاية الصيام الأولى كانت التقوى ".. لعلكم تتقون" فالحق بنصيبك منها، راقب الله فى سرك وعلنك، راقب الله فى خطرات الظنون وخائنة العيون، راقب الله فى عملك وتحرى الحلال فى مأكلك ومشربك.
2- وأتبع رمضان بصيام ستة أيام من شوال تكن كمن صام الدهر كله
3- وهاهو الشتاء ربيع المؤمن على الأبواب، يطول ليله فقُمه، ويقصر نهاره فصُمه
4- وانظر أمامك جيدا على مرمى البصر تلمح فى الأفق تلك النفحات الربانية والأضواء الزاهية البراقة، ليست سرابا ولا خداعا، إنها العشر الأوائل من ذى الحجة خير أيام العام، فرصة هى لك للصيام والقيام والذكر والدعاء وتعويض ما فات، وفيها يوم عرفة خير يوم أشرقت عليه الشمس صيامه يكفر عاما قبله وعاما بعده.
5- أمسك بكتاب ربك، وان كان الآخرون قد أعادوه بعد رمضان للرفوف ليعلوه من جديد التراب، فاجعل أنت لك منه وردا قرائنيا تطمئن له القلوب وتحلق به فوق السحاب، وهى تسمع لكلام الله وأوامره ونواهيه، اجعل لك منه نصيبا من القراءة و من الحفظ والتدبر والتأمل والعمل.
6- وإن اشتاق قلبك لحبيبك المفقود شهر الصيام، فاهرع إلى نواديه التى كان يعمرها حيا فى قلوب العباد، أسرع الخطى للمساجد وانتظر الصلوات بعد الصلوات. أطل البقاء فيها وتنسم من هنا وهناك عطر شهر رمضان وصلاة القيام، وانين قلوب المصلين وقطرات دموعهم وأصوات تضرعهم ودعائهم.
7- وآن الأوان أن تقول لهؤلاء الغافلين، الذين طالما عن ذكر الله شغلوك وألهوك، آن الأوان أن تفارق مجالس لهوهم، وتستبدلهم بمن إذا نسيت الله ذكروك وإذا ذكرت الله أعانوك، لا تنسى أن تدعوا لرافقك القدامى وحاول أن ترشدهم وأن تأخذ بأيديهم لما من الله به عليك من ادارك للطريق وأبصار للنور.
8- أما من لتوك فقدته، فمهما تقدم من أعمال فلن يكون بهاؤها كجمال العمل فيه، ولن يكون حسنها كأيامه ولياليه، فكن بشوق ولهفة تنتظر مقدمه بعد عام، إن قدر الله لك فى الدنيا حتى مقدمه المقام، وعدٌ عليك أن لا يسبقك إلى الله فيه أحد، عهدٌ عليك إن أحياك الله له وجمعك بعد طول الأيام به، أن ترى الله فيه منك خيرا، وأن لا يضيع منك فيه ثوابا ولا أجرا.
يا من تهت فى الحياة، ها هو الطريق قد اتضح وهاهى الفرصة تأتيك من جديد تتكرر مرة بعد مرة، فهل ستظل تائها فى غفلة وسكرة؟؟، فلربما أضعت الفرصة فى مرة من المرات فلم يمهلك الأجل ولم يطل بك العمر حتى تأتيك لاحقتها، ليسدل ستار أيامك على معصية وبعد عن الله.
ها هى الفرصة تتجدد بين يديك لتعوض ما فاتك من رمضان، فإن كان الفائزون فيه رمضانهم شهرا، فها هى الأيام تدعوك ليكون رمضانك طول العام، وتكون حياتك كلها رمضان.
ورب فائز بحق فاز بالسباق قد فاته للتو شهر رمضان.
هذا الموضوع يندرج تحت رمضان
مركز جدا من شهر الصيام
ماشاء الله
وفي انتظر إجاباتك على التاج
جميل البوست جدا يا دكتور .. كالعادة يعني .. بس انا زي عصفور المدينة مستني ردك على تاج طيف
جزاك الله خيرا يادكتور على هذة التذكره الجميله وربنا يتقبل منا القليل ويتجاوز عن التقصير
د احمد
سلام الله عليك
أنا سعيد بالتعرف عليكم وعلى مدونتك بس انت كاتب في البروفايل هتزهقوا مني اونت مكتبتش من رمضان
عموما منتظرينك
أخي الحبيب د أحمد الجعلي
سلمت يدك وفكرك وخواطرك
آمل أن تركز في المرحلة الحالية علي انضاج وثراء التجربةالتدوينية
ولنكن علي تواصل
أدعوكم للأشتراك في الأستطلاع على مدونتي
وجزاكم الله خير
اين علياااء ؟؟
اخي احمد الجعلي
لازلت احبك
وكيف اكف عن ذلك
افتقدك بشدة واتمني لو عادت الايام الخوالي ايام البطاطس باللحمة
كثيرين تكلموا عن رمضان وهذا هو الطبيعي او هذا ما تفرضه الاحداث ولكن ان نكتب بعد حوالي شهر عن رمضان وكيف نعيد الانطلاقه فهذا هو الجمال
ايدك الله يا اخي وسلم يداك
وارجوك ان تعبرني ولو قليلا
وصحيح فين علياء
كلمات جميلة تشحذ الهمم و تعيد الامل و تجدد الدماء لما بعد رمضان
جزاك الله خيرا
لا تعرفنى و لكنى احبك فى الله
انا هو!!!! انا اسفة علي التاخر في الكتابة يس اعمل ايه بقي انتظرونني
عصفور المدينة
-----------
دوما سباق بالتواجد والتعليق
أكرمكم الله وجزاكم خيرا
شاهنشى
------
ماشى يا صديقى ربنا يسهل واحاول اشوف موضوع التاج ده قريبا .. ربنا يسهل
إسلام أبو الفتوح
---------------
أستاذى إسلامى مرحبا مرحبا ... وربنا يتقبل منا ويتجاوز عنا برجمته .. ىمين
دكتور حر
--------
مرحبا بيك يا دكتور حر فى مدونتك وسعدنا بزيارتك ويشرفنا أيضا التعرف عليك وإليك
د.احمد عبد العاطى
----------------
مرحبا بكم دكتورنا العزيز الحبيب، وان شاء الله يدوم التواصل ويفعل
وصراحة لا ادرى إن كان لدى ما يمكن أن أقدمه لانضاج التجربة التدوينية ام لا.. على كل الله المستعان
mazlomen
----------
جزاكم الله خيارومرحبا بكم وشكرا لمروركم
أسماء العريان
------------
ها هى علياء تعود من جديد
fahd
----
صديقى الباشمهندس يا مرحبا بك وفعلا ياريت أيام البطاطس تعود، ولكنها سنة الحياة
نسأل الله أن نلقاكم دوما وانتم فى خير حال، واتمنى ان يكون لنا لقاء بكم قريب
M_elmonofy
----------
زيارتكم شرف لنا، واحبك الله الذى أحببتنا فيه ونتمنى ان يدوم بيننا التواصل والتعارف إن شاء الله
أفتقدت روح لمست القلب فتركت فيه اثر لا يداوي إلا بنسمة تلك الروح
أردت أن أرسل اليك عساني اجد الدواء
بما أنك الطبيب و الدواء من عند الله
" و لكن الله ألف بينهم"
إني احبك في الله
Thanks for sharing that. It was fun reading it. :-)